هل قص الأظافر ينقض الوضوء

هل قص الأظافر ينقض الوضوء؟ وما هي مبطلات الوضوء؟ الكثير من الناس يتساءلون عن قص الأظافر أو تقليم الأظافر باستخدام أداة غير المقص ناقض للوضوء وحتى يعتبر البعض أن حلق الرأس أو قص الشعر من نواقض الوضوء، لذا من خلال موقع جربها سنذكر لكم كافة التفاصيل عن إجابة سؤال هل قص الأظافر ينقض الوضوء؟

هل قص الأظافر ينقض الوضوء؟

لم يرد في ذلك خبر عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حول أن قص الأظافر ينقض الوضوء، وعليه فلا يشتبه في ذلك إذا الإنسان قص أظافره، كما أنه لا يستطيع الإنسان أن ينقض عبادة أحد إلا بدليل سواء من الكتاب أو السنة، وبدون ذلك فلا يُأخذ بها، وهذا ما جاء حول الإجابة عن هل قص الأظافر ينقض الوضوء؟ تفصيليًا.

كما أن دار الفتوى أعلنت مُسبقًا للمتحدث الرسمي وأحد علماء الأزهر مؤكدًا لهذا الرأي وأنه سواء قام الشخص بقص أظافره أو حلق شعره فهذا لا يُعد من نواقض الوضوء المذكورة من النبي عليه الصلاة والسلام.

مبطلات الوضوء المتفق عليها

هناك بعض مبطلات الوضوء المتفق عليها وغير المتفق عليها، ومن خلالها يتم ملاحظة أنه لا وجود للتساؤل عن هل قص الأظافر ينقض الوضوء؟ لأنه ليس من مبطلات الوضوء، وتتمثل مبطلات الوضوء المتفق عليها فيما يأتي:

1- الخارج من السبيلين أو إحداهما

ذلك لقوله تعالى: (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ)، وتم الإجماع على أن خروج الإفرازات الطاهرة من الرجل أو المرأة لا تبطل الوضوء مادامت الإفرازات طاهرة، حيث إن لا وجود للشهوة في خروجها، وتتمثل المقصود بكلمة الغائط فيما يلي:

  • البول والغائط وذلك لقوله تعالى: (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا).
  • المذي: يمكن أن يفرز المرء تلك المذي عند التفكير في الجماع أو الحاجة إليه وهو قوامه أبيض شفاف ولكنه لا يحتاج إلى الاغتسال مثل الجنابة وذلك لقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (توضَّأْ واغسِلْ ذكَرَك).
  • المني: رغم كون ذلك الماء طاهرًا يجب الوضوء منه فهو يتم إفرازه نتيجة الحر أو التوتر أو عدة أسباب ليست ضمنها الشهوة، وهي ماء لونه أصفر رقيق من المرأة ولونه أبيض غليظ من الرجل.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الوضوء في الحمام

2- مذهبات العقل

التسبب في زوال العقل بأي طريقة ممكنة مثل المخدرات أو المواد الكحولية أو النوم أو حالات الصرع أو الجنون يعتبر مبطل للصلاة متفق عليه، حيث يكون الإنسان غير مسيطر على نفسه ولا يشعر بما يحدث له وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العَينُ وِكاءُ السَّهِ فمن نامَ فليتوضَّأْ)، بينما تعددت أقوال العلماء في تلك النقطة كما يأتي:

  • المذهب الحنفي: يرى أنه لا يعتبر النوم خلال السجود أو الركوع أو القيام ناقض للوضوء وذلك لقول أنس بن مالك عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (كانوا يَنتَظِرونَ العِشاءَ، فيَنامُون قُعودًا، ثمَّ يُصَلُّون ولا يَتَوضَّؤون).
  • المالكية والحنابلة: يرى العلماء أن النوم اليسير لا يعتبر ناقض للوضوء وهو يختلف عن النوم العميق والذي يعتبر هو ما لا يشعر فيه المرء بالأشياء من حوله، وذلك حسب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتي مَيْمُونَةَ بنْتِ الحَارِثِ، فَقُلتُ لَهَا: إذَا قَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأيْقِظِينِي، فَقَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ الأيْسَرِ، فأخَذَ بيَدِي فَجَعَلَنِي مِن شِقِّهِ الأيْمَنِ، فَجَعَلْتُ إذَا أَغْفَيْتُ يَأْخُذُ بشَحْمَةِ أُذُنِي، قالَ: فَصَلَّى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً).

  • يري الشافعية والحنفية: يرى كلًا منهما أن في النوم الذي ينقض الوضوء هو النوم الذي تكون المقعدة فيه غير متمكنة من الأرض لكن من نام ومقعدته ملتصقة بالأرض لا يعتبر من نواقض الوضوء.

نواقض الوضوء المختلف فيها

في سياق الإجابة عن سؤال هل قص الأظافر ينقض الوضوء؟ يجب معرفة أن هناك بعض النواقض التي اختلف آراء العلماء فيها وهي ما يأتي:

1- مس المرأة

يقول فيها العلماء مختلف الآراء كما يلي:

  • قول أبي حنيفة إن مس المرأة لا يعتبر ناقض للوضوء إلا إن نزل من الرجل شيء، لكن في حالة الجماع البين استثناء وهو التقاء الفرجين وذلك حسب قول السيدة عائشة رضي الله عنها عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: (أنَّ النَّبيَّ كان يقبِّلُ بعضَ أزواجِه ثمَّ يصلِّي ولا يتوضأُ).
  • قول الشافعي إن مس المرأة ينقض الوضوء حتى لو كان بدون شهوة وذلك لقول الله تعالى: (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ (.
  • لكن الإمام مالك والحنابلة يرى العلماء فيه أن مس المرأة يعتبر ناقض للوضوء حتى إن كان بدون شهوة.

2- تغسيل الميت

يعتبر الإمام أحمد أن تغسيل الميت ينقض الوضوء لِمن قام بالغسل أي المغسل، ولكن باقي المذاهب لا تعتقد أن ذلك من نواقض الوضوء، وإلى الآن لم يتوصل أهل هذا الفعل ينقضه أم لا، ولم تُبدي دار الإجابة إجابة قطعية حول هذا الحكم.

3- مس الفرج باليدين

في إطار توضيحنا لإجابة سؤال هل قص الأظافر ينقض الوضوء؟ نستكمل معًا نواقض الوضوء المختلف فيها، ونوضح من خلال هذه الفقرة اختلاف آراء العلماء حول نقض مس الفرج باليدين للوضوء، وجاءت الآراء كالآتي:

  • يرى علماء الشافعية أن مس الفرج يعتبر ناقض للوضوء.
  • بينما يرى علماء الحنفية أن مس الفرج ليس ناقضًا للوضوء حيث إن سبب ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل هو إلَّا مُضْغةٌ، أو بَضْعةٌ منكَ).
  • كما يرى علماء المالكية أن مس المرأة لفرجها لا يعتبر ناقض للوضوء ومس المرء لدبره لا يعتبر ناقض للوضوء، لكن مس الرجل لذكره يعتبر من نواقض الوضوء وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من مسَّ ذكرَه، فلا يصلي حتى يتوضأَ).

اقرأ أيضًا: ما هي شروط الوضوء؟ وسنن الوضوء المستحب القيام بها

4 – القهقهة في الصلاة

يرى العلماء في المذاهب الثلاثة المالكية والشافعية والحنابلة أنها ليست من نواقض الوضوء، لكن علماء الحنفية يؤكدون أنها من مبطلات الوضوء وإفسادها للصلاة بالكامل، ويُقصد بالقهقهة هُنا ليس الضحك بطريقة القهقهة فقط، بل كُل صوت بسيط يصدر من المُصلي يُشير إلى الضحك.

5- الردة عن الإسلام

الردة محبطة للأعمال إن كانت متصلة بالموت وذلك في قوله تعالى: (وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)، لكنها ليس بالسلوك الذي يعتبر من نواقض الوضوء، لكن من عاد إلى الإسلام يمكن أن يتقبل الله توبته، لكن في مذهب المالكية الردة نفسها ناقضة للوضوء وذلك لقول الله تعالى: (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).

6- الأكل مما مسته النار

ذهبت المذاهب إلى أن الأكل مما مسته النار ليس من نواقض الوضوء وذلك بسبب فعل النبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى ولَمْ يَتَوَضَّأْ)، بينما ذهب بعض العلماء وهم عمر بن عبد العزيز والزهري والصحابة إلى أنه من نواقض الوضوء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الْوُضُوءُ ممَّا مَسَّتِ النَّارُ).

7- الأكل من لحم الإبل

يرى علماء الشافعية قديمًا أنه ينقض الوضوء وذلك لقوله تعالى عندما سأله جابر بن سمرة عن لحم الإبل حيث قال: (سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الوُضوءِ من لحومِ الإبلِ، فقالَ: تَوضَّئوا مِنها).

8- الأكل من المحرمات

يرى المذاهب الأربعة أن الأكل من المحرمات ليس من نواقض الوضوء.

9- الوسوسة في الوضوء

لا تعتبر الوسوسة أو الشك في الوضوء من نواقض الوضوء إلا في مذهب المالكية حيث يعتبر أن الشك في الوضوء ناقض للوضوء.

اقرأ أيضًا: نواقض الوضوء عند المالكية

10- الغيبة والنميمة

هي من الأمور التي أختلف فيها العلماء، لكن من المؤكد أنها من الأفعال القبيحة ومنهي عنها بشكل تام، ويرى الأحناف والشافعية نظرًا لذلك أن النميمة من مبطلات الوضوء ولزم إعادة الوضوء، ولكن ذهب الإمام أحمد إلى أن الغيبة أكبر فهي فعل سيء ويُبطل بالتأكيد الوضوء، وعلى كُلٍ على المُصلي إعادة وضوئه في حال فعل ذلك والبعد عنه.
هناك الكثير من الأفعال الناقضة للوضوء، منها ما أتفق عليه العلماء كونها من الأفعال القبيحة، ومنها أختلف فيها نظرًا لعدم ورود نص واضح حولها يُبين أنها تنقض الوضوء.

قد يعجبك أيضًا