هل السقط في الشهر الثاني يشفع لوالديه؟ وما شروط أن يكون الجنين الساقط يشفع لوالديه؟ نظرًا لاختلاف أقوال العلماء في ذلك يقول البعض أن السقط يشفع لوالديه أيًا كان مرحلة التكوين التي وصل إليها بينما يقول البعض الآخر من العلماء أن السقط يشفع لوالديه عند توافر بعض الشروط التي وضحها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه، لذا من خلال موقع جربها سوف نذكر لكم كافة التفاصيل عن إجابة سؤال هل السقط في الشهر الثاني يشفع لوالديه؟
هل السقط في الشهر الثاني يشفع لوالديه
يمكن الإجابة عن سؤال هل السقط في الشهر الثاني يشفع لوالديه؟ بأنه يشفع لوالديه عندما يعتبر إنسان وتنفخ فيه الروح وذلك عندما يتم الشهور الأربعة في بطن أمه حيث وجب عليه الغسل والتكفين والصلاة عليه، فتعتبر الصلاة عليه للدعاء لوالديه بالرحمة والصبر وذلك في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَالسِّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ).
بينما يكون الطفل قبل إتمامه الأربعة أشهر قطعة من اللحم ويجب دفنه إكرامًا له بسبب عدم وجود الروح فيه وذلك لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا، يُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ…).
تعتبر الإجابة أكيدة في سؤال هل السقط في الشهر الثاني يشفع لوالديه؟ أنه لا يعتبر شفيع لوالديه نظرًا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته) وهو يقصد السقط الذي به الروح أي بعد مدة مائة وعشرين يوم، لأن الأم التي بدأت في رحلة الحمل والمعاناة وفقدت طفلها بعد مدة الأربعة شهور لها أجر عظيم.
اقرأ أيضًا: هل يحدث حمل بعد الإجهاض بأسبوعين
حكم العقيقة للسقط
إن كان الجنين في عمر الأربعة شهور أو أكبر يستحب أن يقوم والده بالعقيقة عنه بسبب وجوب العقيقة على الجنين الحي، ويعتبر السقط في عمر الأربعة أشهر أو أكبر حي تدب فيه الروح ويبعث يوم القيامة ويشفع لوالديه ولذلك تكون العقيقة شفاعةً لوالديه بإذن الله تعالى.
بينما قبل إتمامه الأربعة شهور يعتبر قطعة من اللحم أي الجماد لذلك لا تستحب العقيقة وذلك لقول رسول الله تعالى حيث قال: (من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه، فلينسك عن الغلام شاتان متكافئتان، وعن الجارية شاة).
بينما يعتبر السقط في الشهر الثاني أو الشهور الأربعة الأولى لا يعتبر ولد أو بنت حيث هو يعامل مثل قطعة الجماد لأنه ليس إلا قطعة من اللحم لا يخرج له عقيقة، وذلك عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ وُرِّثَ»، بينما يمكن إخراج العقيقة إن أحب والديه ذلك لشكر الله والصبر على قضائه ولطلب رزق الله لهم بمولود جديد.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الإجهاض في الشهر الثاني
صلاة الجنازة على السقط
كما ذكرنا أنه يجب الصلاة على السقط عند بلوغه الشهور الأربعة وفي ذلك مجاملة وتكريم لأهله حيث يؤجر من صلى الجنازة بقيراط واحد يماثل جبل أحد، ويمكن الصلاة عليه بالطريقة الآتية:
- الركن الأول: يجب ذكر نية الصلاة على الميت وإن لم تعرف الميت يمكن أن تقول نويت الصلاة لمن يصلي عليه الإمام.
- الركن الثاني: ينتهي بانتهاء أربعة تكبيرات وكل تكبيرة تساوي ركعة.
- الركن الثالث: أن يتم البدء بالدعاء له: “اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به؛ اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته؛ اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده”، ويمكن أن يدعو المصلين بأي دعاء غير تلك الصيغة لكن يجب أن يكون الدعاء ينفعه في آخرته.
- الركن الرابع: وجوب القيام فيها، لكن بشرط الاستطاعة.
- الركن الخامس: قراءة الفاتحة ويمكن أن تكون بعد أي تكبيرة في بعض المذاهب، بينما في مذاهب أخرى يرون أن الأفضل أن تقرأ الفاتحة بعد التكبيرة الأولى ويكره التأخير فيها.
- الركن السادس: الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد التكبيرة الثانية.
- الركن السابع: التسليم بعد التكبيرة الأخيرة وهي الرابعة بينما يتفق العلماء في ذلك إلى علماء المذهب إلا علماء المذهب الحنفي يرون أن عدم وجودها لا تبطل الصلاة.
اقرأ أيضًا: أسباب تأخر الحمل بعد الإجهاض
يرسل الله ابتلاءات يختبر بها صبر عبده وثباته ومن ضمن تلك الابتلاءات هو فقدان الطفل إن تمت ولادته أو أثناء تكوّنه، ففي ذلك شدة على الأم لأنها تتعلق بجنينها فور الشعور أنه ينمو في أحشائها لكنها يجب أن تصبر وتتضرع إلى الله ليرزقها الصبر والرضا.