هل رفض الزواج قدر

هل رفض الزواج قدر؟ هل أسباب رفض الفتيات والشباب للزواج من القدر؟ وهل تتشابه أسباب رفض الفتيات للزواج مع أسباب رفض الشباب للزواج؟ قد يرفض الشاب أو الفتاة الزواج بحجة أن هذا الشخص ليس الشخص المقدر لهم كما يمكن أن يتكرر الرفض بسبب نفس الحجة مما يصعب على الأهالي التعامل مع أولادهم، لذا سنذكر خلال موقع جربها الإجابات المناسبة لتلك الأسئلة وغيرها من الأسئلة التي تتعلق بالزواج وبرفض الزواج لنساعد الأهالي في فهم أبنائهم وبناتهم الرافضين لفكرة الزواج مما قد يساعدهم ذلك في تغيير أفكارهم عن الزواج.

هل رفض الزواج قدر

يمكن أن نجيب على سؤال هل رفض الزواج قدر؟ عن طريق ذِكر حقيقة أن كل ما في حياة الإنسان هو قدر قدره الله له سواء كان اختاره الإنسان بنفسه أم سعى إلى تحقيقه، ويكون قدرًا من الله حيث إن الله قد هيأ الظروف ووضعها في طريق العبد ليأخذ العبد بالأسباب ويقوم بفعل ما كان مقدرًا له أن يفعله، فمثلًا إن قدر الله لأرض بور بأن تنبت أزهارًا وثمارًا فسوف يقدر بوقوع الحبوب المختلفة وتوزيعها في الأماكن المختلفة حتى تتوزع في الأماكن المقدر لها أن تنبت فيها ثم سيرسل لها السحاب وينزل منه المطر حتى ترتوي الأرض وتبدأ في إنبات البذور المقدر لها أن تنبت.

تمامًا مثل الزواج فقد يرسل الله الأسباب الكافية لرفض الفتاة للشخص المتقدم لها حتى إنه قد يكون فيه كل الأوصاف التي تتمناها الفتاة ولكنه ليس الشخص المقدر لها لذا يرسل الله لها سببًا واحدًا للرفض ثم يأتي غيره وترفضه ثم غيره وترفضه حتى يأتي الشخص المقدر لها أن تتزوجه وتبني حياتها معه وستكون بإذن الله حياة سعيدة هانئة.

كذلك الأمر بالنسبة للشاب قد يتقدم لخطبة العديد من الفتيات ولكن لا يرتاح لهم فيرفضهم أو قد يرفضوه هن كما يمكن أن يتم خطوبته من إحدى الفتيات الصالحات ولكن لا يكتمل الزواج ليس بسببه ولا بسببها ولكن قد يكون لدى أحدهم صفة من الصفات التي لا يرضها الآخر والله أعلم بأحوال عباده لذا يقدر لهما الانفصال ثم يرسل لكل منهما من يرضيه ويسعده وبالطبع هذا كان مقدر لهما منذ أن تقابلا.

اقرأ أيضًا: علامات رغبة الرجل في الزواج الثاني

أسباب رفض الفتاة العزباء للزواج

في سياق الإجابة على سؤال هل رفض الزواج قدر؟ يمكن أن نتساءل عن أسباب رفض الفتيات للزواج، لماذا ترفض فتيات هذا العصر فكرة الزواج؟ بعد أن كان الزواج في زمن من الأزمان هو إحدى أكبر الأحلام والأماني التي تنتظرها الفتاة لتتحقق طوال عمرها، بعد الكثير من الأبحاث تم إيجاد بعض الأسباب التي قد تكون هي الأسباب الأساسية في رفض الفتيات لما يتقدم لهن من عرسان، وسنوضح تلك الأسباب فيما يلي:

1- رغبة المرأة في إثبات ذاتها

أصبح مفهوم المرأة العاملة من أكثر المفاهيم التي تهتم بها الفتيات المراهقات أو الفتيات في بداية العشرينات، حيث زرع هذا المفهوم فكرة أن نجاح المرأة يتوقف على مستواها في المجتمع وعلى المسمى الوظيفي لها، حتى ان بعض السيدات يحاولن بقدر الإمكان التغلب على الرجال في العمل ويردن إثبات أنفسهن وإنهن أفضل في العمل من الرجال.

لم يأتي تفكير المرأة هذا من فراغ فكان استخفاف الرجال بالسيدات في البداية هو السبب الرئيسي لرغبة السيدات في العمل، حيث لا يقدر الرجال المجهود التي تبذله المرأة في البيت من تنظيف وتربية أبناء وتجهيز الطعام الذي يتناوله الرجل عند العودة للمنزل كما يجب عليها بعد هذا كله أن تهتم بنفسها حتى يجد مظهر يرضاه عند العودة للمنزل ثم يأتي بعد كل هذا ويتهمها بالراحة في البيت بينما هو يتعب في العمل.

اقرأ أيضًا: هل الزواج من فلان مكتوب أم اختيار

2- حب الفتيات في الحرية

على عكس القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين أصبح فتيات هذا الجيل متحررات سواء كان في اللبس أو في الحركة أو في الخروج والعودة للمنزل متأخرات وغيرها من الأمور التي تفعلها الفتاة فتعتقد بذلك إنها حرة ولا يستطيع أحد أن يجبرها على عدم فعل ما تريد فعله.

يستخدم الفتيات إجابة سؤال هل رفض الزواج قدر عندما يخطر في بالها فكرة الزواج وأن إذا تزوجت ستفقد حريتها وسيمنعها زوجها عن فعل كل تلك الأمور التي تعتقد إنها أساس حياتها وإنها لا تستطيع العيش بدون فعلها لتقنع أهلها بأنها ترفض الزواج ليس جبًا في الحرية بل لأن هذا الرفض قدر من عند الله، بالطبع هذا التفكير ليس خاطئًا ولكن الأمر ليس بأنها ستفقد حريتها الأمر بأنها سيجب عليها تحمل الكثير من المسؤوليات مما سيؤدي إلى ملء وقت فراغها والذي كانت تتمتع فيه بحريتها بالأمور المنزلية والواجبات الزوجية وغيرها.

كما نحب أن نشير ليس كل فتيات هذا العصر متحررات، لا زال هناك بعض العائلات التي تحافظ على بناتهن في البيوت بعيدًا عن فتنة الشارع وعن المشي في الطريق الخطأ والمشي مع أصدقاء السوء وغيرها من الأمور، وهناك بعض العائلات التي تعطي الحرية لبناتهن في حدود المعقول يلبسن ما يردن ما دام يتماشى مع الدين والشريعة ويسمحون لهن بالخروج في أوقات معينة ومع أشخاص معينين وتلك هي أفضل أنواع الحرية التي ستعلم الفتاة أن لمسؤولياتها وقت ولرغباتها وقت فلن يكون حب الحرية هو سبب رفضهن للزواج.

3- تجارب المعارف والأصدقاء

يمكن أن تخشى الفتاة على نفسها بما رأت وسمعت من تجارب الآخرين من النساء المحيطات بها كما قد تربط قدرها بأقدارهن وهذا يعود بنا لسؤال هل رفض الزواج قدر؟ ونجيب لكل قدر أسبابه ولكل اختيار عواقبه فيمكن أن تكون تلك النساء قد اخطأن في حياتهن وفعلن الكثير من الأشياء التي يغضبون بها الله قبل الزواج فعاقبهن الله في قدرهن في الزواج.

لكن هذا لا يعني أن الله قد يعاقبك على أفعالك في زواجك بل يمكن أن يكون هذا العقاب مخصص لهؤلاء السيدات وان يكون عقابك على اخطائك في امر آخر، بالإضافة أن يمكن أن تكون سعادة البيت غائبة بسبب تصرفات المرأة وليس الرجل أي أن تقاعس المرأة عن إتمام مسؤولياتها ومهامِها هو السبب في كون حياتها الزوجية تعيسة وحزينة وقد لا تكون كل حياتها هكذا بل ما تحكيه فقط هو الأمور السيئة.

حيث ينشر الكثير من المتزوجين مشاكلهم الزوجية في كل مكان سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في مجالس الأصدقاء أو غيرها، ولكن هذا لا يعني أبدًا ان حياة هؤلاء المتزوجين تعيسة حزينة لا خير فيها والسبب هو الزواج ويحتفظون بالأمور الجيدة والأحداث السعيدة بعيدًا عن أعين الناس.

لذا يجب أن تنتبه الفتيات إلى حقيقة أن الناس لا ينشرون سوى الأمور السيئة والمشاكل والنزاعات كما يجب عليهن عدم الحكم على الأمور من خلال السماع لطرف واحد وفقط، ويجب عليهن ايضًا عدم التعميم أي لا يأخذون تجربة أحد المعارف وتعميمها على حياتهن وأن يبدأن حياتهن بطريقتهن وليس بطريقة ما سبقوهن.

اقرأ أيضًا: يزداد الرجل تعلقًا بالمرأة التي ترفضه

4- الخوف من الفشل

تحذر بعض الفتيات من اتخاذ القرارات بدون تفكير وبدون دراسة متأنية للموقف ولنتيجة القرار وما سيتبعه من عواقب ودراسة القرارات البديلة لذلك القرار خوفًا من أخذ أي من القرارات الذي قد يؤثر سلبَا عليها وعلى حياتها، لكن بعد الزواج سيكون عليها أخذ قراراتها بناءً على ما يريده زوجها ويجب عليها أخذ آراءه قبل أن تقوم بأخذ أي قرار كما يمكن أن يختلفا في الرأي ويصر الزوج على رأيه ولا تقتنع الزوجة بوجهة نظره مع احتمالية كون وجهة نظره أصح من وجهة نظرها.

كما أن هناك بعض الأزواج الذين يتخذون كل القرارات الخاصة بحياتهم وحياة زوجاتهم وحياة أبناءهم بدون الالتفات لما تريده الزوجة أو بدون الاستماع لرأيها الذي يمكن أن يكون أكثر صحة من رأي الزوج ويدرك الزوج ذلك متأخرًا بعد أن يوقعه القرار الذي اتخذه بمفرده في مشكلة بل ويمكن ان يوقع البيت بأكمله في المشاكل.

5- فكرة فارس الأحلام

كان يتردد مفهوم فارس الأحلام في العصور القديمة بين الفتيات فكل فتاة تصنع في أحلامها الزوج الذي تريده وتضع فيه الكثير من مواصفات الفرسان الشهامة والنُبل والرجولة والشهامة مع القليل من الكرم وبعض الحنان والحب والتضحية ثم تقوم بدمج تلك المكونات وتضعهم في رجل واحد ليكون هذا الرجل فارس أحلامها.

لكن بالطبع الواقع يختلف كثيرًا عن الأحلام ففي البداية لا يوجد شخص كامل الأوصاف ولا يوجد شخص خالي من العيوب ويمتلك فقط الشخصية الطيبة المحبة والمضحية الذي سيدفع كل حياته لزوجته بلا أن يطلب منها التضحية بشيء مقابل ذلك وهذا من الطبيعي أنه يجب أن تضحي الفتاة لتحافظ على بيتها ولكن في حدود تضحية الرجل.

كما تثبت قضايا الطلاق والخلع وسيناريوهات الانفصال بعد وصول الزوجين للمحاكم وتهرب الأزواج من دفع نفقات زوجاتهن أو تحمل مصاريف تربية أبنائهن أن مفهوم فارس الأحلام هو مفهوم خرافي لا يتواجد سوى في قصص الأميرات والقصص المصورة على ديزني.

6- تغير مفهوم الرجولة

كان مفهوم الرجولة في القرون القديمة هو عبارة عن تجمع صفات الشهامة والكرم وتحمل الرجل للمسؤولية وبذله لأقصى جهوده لتأمين مصاريف المعيشة له ولبيته سواء كان بيت اهله ام بيت زوجته وأبناءه، لكن في هذا العصر أصبح الشاب يعتقد نفسه رجلًا برفع صوته على من حوله وفرض رأيه وتحكمه في فرض قراراته على النساء من حوله حتى أمه والاهتمام بأخذ كافة حقوقه مع عدم الاكتراث لما عليه من واجبات.

حتى إن الرجال أصبحوا يعتقدون أن ما يفعلوه من أخطاء في حقوق من حولهم وإهانة لمن حولهم من النساء من ضمن حقوقهم وينسون ما فرضه الله عليهم من واجبات، لذا أصبحت الفتيات ترفض فكرة الزواج بسبب اختفاء مفهوم الرجولة الحقيقية في هذا العصر كما تخشى الفتاة على نفسها أن تقع في مثل هؤلاء ممن يدعون نفسهم رجالًا وهم لا يقتربون ولو مللي واحد من معاني الرجولة فتضيع حياتها هباءً، مع الإشارة إلى أن هناك الكثير من الشباب من تبقى فيهم بعض معاني الرجولة الحقيقة ولا زال هناك من يستحقون أن ندعوهم رجالًا.

اقرأ أيضًا: علاج سحر الربط عن الزواج

أسباب رفض الشباب للزواج

كلما تردد سؤال هل رفض الزواج قدر؟ كلما زاد عدد الرافضين لفكرة الزواج بحجة أن هذا الرفض قدر من عند الله ولا يجب أن يعترض من حولهم على رفضهم حتى وإن كان سبب الرفض مختلف تمامًا لما توصلنا له في الإجابة على هذا السؤال، كما يوجد العديد من الفتيات ترفض الزواج ومع الأخذ في الاعتبار اختلاف أسباب الرفض إلا أن هناك الكثير من الشباب الذين لا يفكرون حتى في التجهيز للزواج أو البحث عن زوجة وسوف نوضح فيما يلي بعض أسباب الشباب في الرفض:

1- غلاء المعيشة

يعتبر الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعاني منه البلاد إحدى العوامل الأساسية في عدم مقدرة الشباب على التكفل بمصاريف الزواج أو الصرف على زوجة وأولاد، كما يساهم انتشار مشكلة البطالة في استغلال أصحاب الأعمال للشباب واعطائهم مرتبات متدنية مقابل القيام بالكثير من الأعمال وقبول الشباب بتلك المرتبات المتدنية حيث لا يوجد فرص أخرى للعمل.

لذا أصبح الشاب بالكاد قادر على تأمين مصاريفه اليومية كما يعتمد على أهله في مصاريف الأكل والشرب والسكن، وأصبح الزواج وتأسيس العائلة وفتح بيت من أكثر الأحلام التي لا يقدر معظم شباب هذا الجيل من تحقيقها.

2- غلاء المهور

يتبع غلاء المعيشة وغلاء الحياة اليومية وقلة فرص العمل وقلة المرتبات غلاء المهور التي يطلبها أهل العروس وكثرة المتطلبات التي يطلبوها من العريس الذي بالكاد جمع ما يملك من الأموال ليشتري شبكة بسيطة ليتقدم بها للفتاة، على الرغم من زيادة المصاريف المطلوبة لتجهيزات الزواج في الظروف العادية إلا أن هناك بعض الأهالي الذين يزيدون من الطلبات على الشاب ويرفضون القبول بشقة صغيرة وبتجهيزات بسيطة فيصعب على الشاب أن يلبي كل تلك الطلبات فيُقلع عن فكرة الزواج ويستخدم إجابة سؤال هل رفض الزواج قدر؟ لينتظر قدره الذي كتبه الله له والذي سوف ترضى هي وأهلها به وبظروفه كما هي.

اقرأ أيضًا: في حالة رفض الزوج الطلاق

3- انتشار المنكرات

يعمل انتشار المنكرات في كل مكان وإباحة المحرمات من المناظر والأفعال على عدم رغبة الشاب في الزواج فقد يعتقد الشاب بأن كل الفتيات تشبهن بعضها وبأن نموذج الفتيات المتحررات الآتي يراهم في كل مكان ويرى فسادهم هو النموذج السائد وينسى حقيقة أن لازال هناك الكثير من الفتيات المتربيات الصالحات الآتي يصلحن ليكونن أمهات ويقدرن على تحمل مسؤولية البيت والأبناء.

كما يمكن أن يكون الشاب هو النموذج الفاسد الأكبر حيث يشبع رغباته بالنظرات أو الأفعال المحرمة فلا ينتظر الزواج ليشبع به رغباته، وبهذا يكون قد تجنب تحمل المسؤولية وأشبع رغباته بممارسة المحرمات والمنكرات خارج نطاق الزواج.
القدر الذي كتبه الله لعبده لا يعني حدوث أمر مفاجئ وبلا أسباب، فإن الله يعطي الأسباب لعباده حتى يعتقدون إنهم هم المتسببون في حدوث هذا الشيء ولكنه في الحقيقة أن الله قد قدر لهذا الشيء أن يحدث فهيأ له الظروف ثم نفذه.