تجارب مريضات السكر مع الحمل

إن تجارب مريضات السكر مع الحمل تُبرز لنا مدى الفترات الصعبة التي مرت بها هذه النساء، فمن المتعارف عليه أن لمرض السكري الكثير من العواقب التي يُمكنها التأثير على المُصابين به، خاصةً إن كانت المرأة حامل، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال تجارب مريضات السكر مع الحمل، والتي سنعرضها لكم من خلال موقع جربها.

تجارب مريضات السكر مع الحمل

تُعاني الكثيرمن النساء من مرض السكر، وذلك لأنه من الأمراض المُنتشرة كثيرًا على نطاق واسع من العالم سواء عند الرجال أو النساء، حيث يأتي هذا المرض بسبب حدوث خلل في هرمونات الجسم التي تعمل على توازن نسب السكر في الدم بشكل عام، والآن سنعرض لكم قصة امرأة حامل تدعى ميار مُصابة بالسكر من خلال الفقرات التالية:

1- قبل الحمل

كانت ميار شابة في مقتبل العمر قبل الزواج، وكانت تُعاني من مرض السكري منذ بداية عمرها، ومن الجدير بالذكر أن هذا المرض كان مرض وراثي بالنسبة لعائلتها، حيث كانت والدتها ومن قبلها جدتها مُصابة بنفس المرض، فكانت ميار هي التالية لوالدتها وجدتها في الإصابة بالسكري.

كانت دائمًا تُعاني من هذا المرض، وتحرم نفسها من تناول الحلويات والأطعمة التي تحتوي على نسبة سكريات عالية حتى تتمكن من الحفاظ على معدل السكر في الدم، ولكنها لم تتمكن من السيطرة على معدل السكر، بل كانت دائمة المحافظة عليه.

حتى جاء وقت زواجها، ومر عليه عامان كذلك، وأثناء هذه الفترة لم تتمكن ميار من الحمل على الإطلاق، على الرغم من أنها حاولت جاهدة أن تكون حاملًا ولكن الحمل لم يحدث، حتى ذهبت إلى طبيب مُتخصص في هذا الأمر، حيث نصحها بأن تقوم بعمل فحص للسكر بين الحين والآخر في اليوم الواحد.

بالفعل قامت باتباع نصائح الطبيب، حيث قامت بعمل فحص للسكر أربع أو خمس مرات في اليوم الواحد، وقالت ميار إن هذا الأمر ساعدها كثيرًا على ضبط معدلات السكر في جسمها.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الجلوكوفاج والحمل

2- مرحلة الحمل

بعدما عملت ميار على ضبط مستويات السكر في دمها، قامت بعمل مُحاولة أخرى حتى تكون حامل، وكانت المفاجئة أنها كانت حاملًا بالفعل بعد مرور فترة قصيرة حددتها ميار بحوالي أسبوعين أو شهر بعد عمل فحص السكر اليومي، ولكنها أوضحت أن حالتها في بداية الحمل لم تكن جيدة على الإطلاق.

حيث كانت تشعر بالتعب والإرهاق كثيرًا عند قيامها بأقل جهد ممكن، فبسبب ذلك كانت تقلق ميار كثيرًا من الطعام الذي تأكله، أو الشراب الذي تشربه، فكل حركة كانت تقوم بها كانت بمثابة خطر بالنسبة لجنينها في نظرها، بالطبع كانت خائفة على الجنين الذي آتى بعد سنتين من مرور الزواج.

عند ملاحظة الطبيب المُتابع لحالتها لهذا الأمر، نصحها أن تذهب إلى المؤسسة الخاصة بالنساء الحوامل المُصابات بالسكري، وبالفعل ذهبت ميار إلى هذه المؤسسة حتى تتمكن من اكتساب الطمأنينة من خبرات النساء السابقات لها في الحمل والسكري، وهنا تذكرت ميار أنها كانت حامل بالفعل من قبل ولكنها فقدت هذا الحمل بسبب السكر.

لذلك كانت خائفة كثيرًا على هذا الحمل، حيث كان الهدف الأكبر لها هو أن تبقى نسبة السكر الخاصة بها قريبة من الطبيعي، حتى لا تحدث معها أية مضاعفات سواء أثناء الحمل أو الولادة، وهنا كانت الصدمة فقد تعرضت لانخفاض نسبة السكر في دمها كثيرًا عن المستوى الطبيعي الخاص بالحامل.

لكنها قالت إن الطبيب الخاص بها طمئنها أن انخفاض السكر في الدم بالنسبة للمرأة الحامل هو شيء طبيعي، أي لا يجب عليها الخوف، ولكنها أضافت أن الطبيبة قامت بعمل تعديلات بالجرعة الخاصة بها لعلاج السكري، حتى لا يظل معدل السكر في الإنخفاض.

هنا ظل السكر في استقرار تام طوال فترة الحمل الخاصة بها، ولكن قالت ميار إنها في آخر فترة من الحمل تحديدًا في آخر شهرين: “قام الطبيب بمُضاعفة جرعة الأنسولين الخاصة بي، وذلك لأن المعدل أرتفع مرة أخرى”، ومن الجدير بالذكر أن هذه الفترة كانت من أصعب فترات حياتها، فهي لم تكن بخير على الإطلاق.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن التبويض ممتاز

3- مرحلة الولادة

كانت ترغب ميار كثيرًا في الولادة بعد انتهاء فترة الحمل كاملةً أي في الأسبوع الأربعين أو الشهر التاسع، ولكنها لم تتمكن من تحقيق هذه الرغبة، حيث وضح لها الطبيب هذا الأمر، وقال لها إن أغلب النساء الذين يعانون من مرض السكري، يلدن في الأسبوع 38 تقريبًا.

ذلك لأن الأطباء يكونون خائفين على صحة الطفل في حالة زيادة معدل السكر بنسبة كبيرة وبشكل مُفاجئ، حيث يتسبب هذا الأمر في احتمالية حدوث اختناق للطفل داخل رحم أمه وبالتالي موته، فعندما سمعت ميار هذا الحديث، قبلت بأن تلد في الأسبوع 38، وكان هذا القرار هو أفضل قرار اتخذته في حياتها.

حيث ارتفعت نسبة السكر كثيرًا لديها في هذا الأسبوع، مما جعل الطبيب يقوم بتحديد موعد الولادة على الفور، خوفًا على صحة الجنين، وتمت الولادة على خير ورزق الله سبحانه وتعالى ميار بمولودة في غاية الجمال والصحة والعافية، ولكن حالتها الصحية كانت مُتدهورة كثيرًا فلم تكن تتمكن من النهوض من السرير بمفردها.

فمن المتعارف عليه أن جميع النساء حديثي الولادة يجب أن ينهضوا من السرير ليسيروا في جناح المستشفى ولكنها لم تكن تتمكن من القيام بهذا الأمر، إلا بعد مرور وقت كافٍ بعد إجرائها للعملية القيصرية، لكن الجدير بالذكر أن صحة المولودة كانت جيدة للغاية بفضل الله.

قصة زينب مع الحمل

كانت زينب فتاة في أواخر العشرينات، وكانت متزوجة من حوالي خمس سنوات، ولكن لم يرزقها الله بالذرية الصالحة إطلاقًا، حيث كانت مريضة سكري منذ إن كانت طفلة، فهي كانت من الأطفال المحبون للحلويات كثيرًا، لذا أصيبت بالسكري منذ صغر سنها.

قالت زينب إنها كانت دائمة المحاولة حتى تحمل، وكانت تحمل في بعض الأحيان بالفعل، ولكن لم يكن مُقدر للحمل أن يكمل، حيث كانت تتعرض للإجهاض في كل مرة، حتى فقدت الأمل تمامًا من أن تُصبح أم، وفي إحدى المرات التي كانت تقوم بفحص نسبة السكر في دمها، كانت النسبة مرتفعة للغاية.

فقام الطبيب المُتابع لحالتها بتوجيهها إلى طبيب للتغذية حتى تتمكن من فقدان الوزن الزائد الذي يؤثر بالطبع على حالة مرض السكري بشكل كبير، وبالفعل ذهبت زينب إلى هذا الطبيب وبدأت في أولى الجلسات معه، وتمكن الطبيب من معرفة كل نقاط الضعف التي تتواجد في نظام زينب الغذائي، والتي تتمثل في تناول الحلويات.

ثم عمل على وضع نظام غذائي صحي متناسب مع صحتها ووزنها، وبالفعل بدأت زينب في فقدان الوزن على هذا النظام الغذائي، وبدأت مستويات السكر في دمها العودة إلى النسب الطبيعية بعض الشيء، ولكنها عادت وأنتكست مرة أخرى، بسبب حُزنها على الحمل.

لكن سريعًا ما عادت زينت لوعيها وتمكنت من الرجوع للنظام الغذائي الجيد الذي كان السبب في خسارتها للكثير من الوزن، بالإضافة إلى أنه عمل على جعل مستويات السكر تكون شبه طبيعية في دمها.

اقرأ أيضًا: متى يبدأ كثرة التبول عند الحامل

مرحلة الحمل

من الجدير بالذكر أن بعد أن عادت زينب إلى وعيها وتمكنت من خسارة الوزن الزائد، وضبط معدلات السكر في الدم، ذهبت في زيارة إلى الطبيب كالمعتاد، وكان من الغريب أن الطبيب طلب منها إجراء بعض التحليلات والفحوصات، التي لم يطلبها منها من قبل، وطلب منها أن تعود إليه بنتائج هذه الفحوصات.

بالفعل قامت زينب بهذه الفحوصات، وكانت تروي نتيجة هذه الفحوصات والدموع تتساقط من عينيها، فكانت المفاجأة الكبرى أنها حامل في ثلاثة أشهر، أي تعدت مرحلة الخطر، كانت السعادة تملأ قلبها وقلب زوجها الذي أنتظر أكثر من 7 سنوات دون وجود أطفال أو مجرد أمل لذلك.

كانت فترة الحمل الخاصة بها صعبة للغاية، لأن معدلات السكر كانت مرتفعة كثيرًا، ولكنها تمكنت من المرور بهذه الفترات الصعبة على خير، وأنجبت أبنها التي كانت لطالما تأمل بالحصول عليه، وعلى الرغم من أن الطفل كان ضعيف للغاية لأنه وُلد في الأسبوع 38، إلا أنه كان يتمتع بصحة جيدة للغاية بفضل الله.

أما عن زينب فأن رؤيتها لطفلها أنستها العالم بأكمله والتعب الذي مرت به حتى تتمكن من الإنجاب، وأنهت زينب الحديث أن الله سبحانهوتعالى أنعم عليها بهذا الطفل الجميل، لذلك يُمكننا القول إن تجربة زينب تُعد من أجمل تجارب مريضات السكر مع الحمل بشكل عام.

تمتلئ تجارب مريضات السكر مع الحمل بالكثير من الفترات الصعبة التي تُكلل بالفرحة العارمة في النهاية، حيث يُعد مرض السكر من الأمراض التي تعمل على إيذاء الجسم كله.

قد يعجبك أيضًا