هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي

هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي؟ وما هي الأسباب والأعراض المختلفة لحدوث الموت الدماغي؟ فإن تلك من أكثر الأسئلة المُلحة التي يتجادل حولها أطباء الأعصاب، حيث إن الموت الدماغي هو خسارة تامة لوظائف المخ القشرية والدماغية، ويُقال إن تحديد الموت الدماغي يُعادل الموت القلبي الرئوي، لذلك سوف نتحدث عن الموت الدماغي باستفاضة من خلال موقع جربها.

هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي؟

يحدث الموت الدماغي فور الموت الكُلي لجذع الدماغ، ويُعتبر جزء من الجهاز العصبي المركزي، وهو عبارة عن عمود من الأنسجة العصبية الممتدة من أسفل الدماغ إلى أسفل العمود الفقري، كما يقوم جذع الدماغ بربط المخ بالحبل الشوكي.

يتكون الدماغ من ثلاث أجزاء رئيسة تعمل معًا كل جزء مسئول عن وظائف محددة رئيسة، ويعتبر جذع الدماغ أحد هذه الأجزاء الثلاثة الرئيسة الذي يتسبب موته في الموت الدماغ بشكل كامل.

لحسم الجدل حول تساؤل هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي أم لا يُمكن القول إنه لا يُمكن الشفاء من الموت الدماغي مُطلقًا، فإذا مات جذع الدماغ لا يُمكن إعادته للحياة مرة أخرى.

أما عن إصابات جذع الدماغ فيمكن التعافي منها على حسب شدة الإصابة وتأثيرها على وظائف المخ، وكلما تم التشخيص المُبكر للإصابة وتم توفير الرعاية الكاملة للمريض زادت فرص حدوث الشفاء من إصابات جذع الدماغ.

اقرأ أيضًا: هل يعيش طفل الاستسقاء الدماغي

حالة جذع الدماغ

بعد أن تطرقنا للإجابة عن تساؤل هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي، نتحدث عن كيفية عمل جذع الدماغ وما يقوم به من وظائف والتي تتوقف تمامًا عقب حدوث الموت الدماغي.

حيث يعمل جذع الدماغ على نقل الرسائل بين العقل وأجزاء الجسم الأخرى، وبذلك يتم تنسيق الرسائل التي تعمل على تنظيم العمليات الحيوية الأساسية وتتوقف تمامًا عند موت جذع الدماغ، ومنها:

  • حاسة السمع وكذلك حاسة التذوق.
  • عمليات التنفس.
  • معدل ضربات القلب.
  • عملية البلع.
  • مراكز الاتزان.
  • تنظيم ضغط الدم.
  • حركات الوجه والاستجابات الحسية.

أسباب حدوث الموت الدماغي

هناك العديد من الأسباب قد تؤدي إلى حدوث الموت الدماغي، ويُعتبر السبب الأساسي غالبًا هو عدم كفاية الأكسجين الواصل إلى الدماغ أو توقف إمداد الدماغ بالدم، ويُمكن أن يحدث ذلك نتيجة العديد من العوامل التي ينتج عنها في النهاية الموت الكُلي للدماغ.

لذا ومن ضمن الحديث عن هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي؟ نوضح تلك الأسباب فيما يلي:

  • الاصابة المُفاجئة بالسكتة القلبية التي تعمل على منع الأكسجين من التدفق بشكل طبيعي قد تؤدي إلى حدوث الموت الدماغي.
  • حدوث الجلطات الدموية، حيث يتسبب تجلط الدم وتكون تُكتلات من الدم داخل الأوعية الدموية إلى انسداد تلك الأوعية بالكامل بطريقة تمنع تدفق الدم حول الجسم، فيقل الدم الواصل إلى الدماغ تدريجيًا إلى الحد الذي يتسبب في حدوث الموت الدماغي.
  • إذا كان الشخص يُعاني من أمراض القلب التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات القلبية بشكل مُفاجئ في أي وقت، ويتوقف ذلك على حسب شدة النوبة التي قد تُصيب المريض.

يعود مرضى القلب بخوف شديد إلى تساؤل هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي؟ حيث إنهم أكثر الفئات المُعرضة لحدوث احتشاء عضلة القلب التي ينتج عنها حظر تدفق الدم إلى القلب نتيجة لحدوث انسداد مُفاجئ في واحد أو أكثر من الشرايين التاجية.

  • حدوث العديد من السكتات الدماغية المُتعددة في مراحل مختلفة من العمر بشكل يمنع وصول الدم بالشكل الكافي إلى الدماغ والذي يُعرض الدماغ بشكل كبير إلى الموت الفُجائي.
  • كما يُمكن أن تزداد نسب حدوث الموت الدماغي بشكل كبير عند حدوث الإصابات المزمنة وخاصةً الإصابات الشديدة الحادثة في منطقة الرأس، والتي قد تؤثر بشكل كبير على وظائف المخ.
  • حدوث نزيف في المخ نتيجة صدمة في الرأس أو ضعف في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى فقدان الوعي.
  • حدوث العديد من الالتهابات في أنسجة الدماغ.
  • حدوث ورم في المخ وتكون كُتل غير منتظمة في الدماغ ينتج عنها الموت الكُلي لجذع للدماغ وتوقف وظائفه الحيوية.

علامات الموت الدماغي

للإجابة عن تساؤل هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي؟ لابد من معرفة ما يحدث في الدماغ فور حدوث الموت الدماغي وهل يُمكن التوصل إلى حلول أو علاج لتلك الأعراض أم لا، حيث تختلف الأعراض بشكل كبير على حسب حالة كل شخص وشدة المؤثر الذي تعرضه له، وهو ما نذكره فيما يلي:

  • عدم القدرة على السعال أو التقيؤ أو قد يحدث تقيؤ شديد مصحوب بغثيان.
  • اختلال الجسم وحدوث مشاكل كبيرة بمراكز الاتزان والشعور بالدوخة الشديدة.
  • في بعض الحالات قد تتحرك أطراف الجزء العلوي من الجسم بعد موت جذع الدماغ كرد فعل ناتج عن العمود الفقري.
  • تكون أجسامهم غير قادرة على البقاء على قيد الحياة دون وجود دعم صناعي لكل الوظائف الحيوية بالجسم.
  • حدوث اضطرابات كثيرة في دورات النوم مصحوبة بالأرق الشديد.
  • حدوث مشاكل في النطق ينتج عنها التفوه بكلام غير واضح.
  • حدوث أعراض السكتات الدماغية.
  • صعوبات مُفاجئة في البلع أو الأكل أو الشرب.
  • حدوث صعوبات كثيرة في التنفس.
  • اضطرابات في الوظائف الحيوية.

اقرأ أيضًا: مدة الشفاء من الجلطة الدماغية

طرق تشخيص الموت الدماغي

بعد التأكد التام عقب إجراء الفحوصات من استبعاد الأعراض والعوامل الأخرى التي قد تُغير من حالة الدماغ يتم إجراء سلسلة من الاختبارات بدقة شديدة قبل تأكيد حدوث الموت الدماغي، ومن ضمن الاختبارات المُستخدمة في تشخيص موت جذع الدماغ ما يلي:

  • يتم تسليط مصدر ضوء قوي في كلتا عيني المريض لمعرفة ما إذا ستتمكن من التفاعل والاستجابة للضوء أم لا، كما يُمكن الضغط على العين بمنديل أثناء إجراء ذلك الاختبار للتأكد من مدى صحة الاستجابة.
  • يُمكن أيضًا اختبار قدرة الشخص ومدى إمكانيته على التنفس الطبيعي، حيث يتم فصل الشخص لمدة قصيرة عن أجهزة التنفس الصناعي ومُلاحظة الاستجابة لرؤية ما إذا كان هناك أي مُحاولات من قِبل المريض للتنفس من تلقاء نفسه أم لا.
  • يتم إجراء اختبار الضغط لمعرفة ما إذا هناك أي استجابات حركية من قِبل المريض أم لا، حيث يتم الضغط على الجبهة أو الأنف أو غيرها من الأعضاء الأخرى.
  • كما يُمكن التشخيص أيضًا عن طريق إدخال كمية صغيرة جدًا من الماء المُثلج بداخل الأذن، ومُلاحظة حركة العين فإذا لم تستجيب العين بأي حركة يكون ذلك داعم قوي ضمن دلائل تشخيص موت الجذع الدماغي.
  • كما من أحد طٌرق التشخيص هي إدخال أنبوب بلاستيكي رفيع أسفل القصبة الهوائية ومُلاحظة استجابة المريض بالسعال أو التقيؤ أم لا يوجد أي استجابة.

إذا فشل الشخص في الاستجابة لهذه الاختبارات يتم تأكيد تشخيص الإصابة بموت جذع الدماغ، وللتأكد من مدى صحة التشخيص يتم إجراء تلك الاختبارات مرتين على الأقل على أن يتفق طبيبان على نتائج التشخيص.

معوقات تشخيص مريض الموت الدماغي

هناك العديد من الحالات قد تظهر كما لو كان الشخص مات دماغيًا وتُستبعد تمامًا عند تشخيص الموت الدماغي، حيث لابد من التأكد قبل تشخيص حالات الموت الدماغي أن تلك الأعراض ليست ناتجة عن عوامل أخرى، ومن تلك العوامل ما يلي:

  • أخذ جرعات كبيرة جدًا من المخدرات تفوق قدرة الدماغ على احتمالها، وغيرها من العقاقير أو المهدئات أو السموم أو التعرض لأحد العوامل الكيميائية التي قد تؤثر بشكل كبير على حالة الدماغ.
  • الانخفاض الفجائي الشديد في درجات حرارة الجسم، حيث قد تصل درجات حرارة الجسم إلى أقل من 32 درجة مئوية.
  • الانخفاض الشديد في نشاط الغدة الدرقية.

الفرق بين الموت الدماغي وحالات الغيبوبة

يُعتبر الفرق الجوهري بين الموت الكُلي للدماغ وحدوث الغيبوبة التي تُعرف بالحالة الإنباتية راجع إلى حالة جذع الدماغ، حيث يُمكن التفرقة بينهم كما يلي:

حالات الموت الدماغي: يُعرف الموت الدماغي على أنه الموت الكامل لجذع الدماغ، والذي يُعتبر موت بشكل دائم لا رجعة فيه وهي الإجابة الصادمة لتساؤل هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي.

أما الغيبوبة والحالات الإنباتية الأخرى: تحدث عادةً نتيجة لحدوث تلف شديد في الدماغ، وتختلف تلك الحالة عن الموت الدماغي في أنه يُمكن الشفاء والتعافي منها على عكس الموت الدماغي.

يرجع ذلك إلى حالة جذع الدماغ، ويكون جذع الدماغ ما يزال على قيد الحياة وعاملًا بشكل كبير، ويظهر على هذا الشخص العديد من العلامات منها:

  • لا تتأثر الوظائف التنفسية بشكل كبير، ويُمكن أن يُتمكن المريض من التنفس بشكل طبيعي دون مساعدة أو دعم خارجي باستخدام التنفس الصناعي.
  • لا يغيب المريض عن الوعي بشكل كامل، حيث قد يكون هناك شكل من أشكال الوعي.
  • هناك فرصة للشفاء والتعافي وتزداد تلك الفرصة كلما كانت الوظائف الأساسية لجذع الدماغ تعمل بشكل جيد ولا تتأثر بالتلف الحادث بشكل كبير.
  • قد يُظهر المريض في حالات الغيبوبة بعض علامات الاستيقاظ ونادرًا ما يُظهر البعض الآخر شكل من أشكال الإحساس بالاستجابة، ولكن جميع الأشخاص في حالات الغيبوبة لا يستطيعون مُطلقًا التفاعل أو الاستجابة لما يُحيط بهم.

اقرأ أيضًا: علامات الموت عند مريض الغيبوبة

نصائح للوقاية من حدوث جذع الدماغ

طالما كانت إصابات جذع الدماغ خطيرة ويُمكن أن تؤدي إلى الموت لذلك كان لابد من الحرص على حماية الدماغ بشكل يعمل على وقاية جذع الدماغ والحفاظ عليه قدر الإمكان.

هناك العديد من التغيرات في نمط الحياة يُمكن أن تؤثر بشكل كبير على وظائف الدماغ لذلك يجب تبني العادات الصحية التي تعمل على تقليل فرص حدوث السكتات الدماغية أو النوبات القلبية وغيرها من الأورام والإصابات التي تؤدي إلى التلف التدريجي لجذع الدماغ.

لذا وفي صدد الحديث عن هل يمكن الشفاء من الموت الدماغي؟ سنذكر تلك العادات التي تعمل على دعم صحة الدماغ فيما يلي:

  • الإقلاع عن التدخين والكحوليات تمامًا.
  • ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب حدوث السمنة التي تعمل على زيادة معدل تراكم الدهون حول القلب والأعضاء الأخرى التي تُزيد من خطر حدوث نوبات قلبية.
  • تعزيز تدفق الدورة الدموية بشكل صحي لمنع حدوث الجلطات.
  • تناول نظام غذائي صحي من الخضروات والفواكه والبروتينات الداعمة لصحة الدماغ والتي تعمل بشكل كبير على الوقاية من الأمراض التي قد تُلحق المزيد من الضرر لجذع المخ.

لذلك لابد من بذل الجهود لحماية جذع الدماغ والعمل السريع على التشخيص المبكر فور ظهور أي أعراض تُنذر بحدوث إصابات بالغة.

قد يعجبك أيضًا