نزول دم مع الإسهال عند الأطفال

نزول دم مع الإسهال عند الأطفال يعد أمرًا مُخيفًا بالنسبة للآباء بشكل عام ومصدر للقلق والذعر ذلك أنها حالة غير شائعة عند الأطفال وقد تشير إلى وجود مرض خطير، ويحدث ذلك للعديد من الأسباب التي يجب معرفتها لتجنب حدوثه بقدر الإمكان أو علاجه في حالة حدوثه، سنتطرق إلى الأمر تفصيلًا من خلال موقع جربها.

أسباب نزول دم مع الإسهال عند الأطفال

تُعرف حالة ظهور الدم في بُراز الأطفال باسم نزيف المُستقيم، ويعتمد سبب حدوث ذلك على عمر الطفل والحالة الصحية الخاصة به، وكذلك على كمية الدم الظاهر في البُراز وشكله، ونادرًا ما يُعتبر ظهور النزيف في بُراز الأطفال حالة خطيرة، ولكن لا يُمكن معرفة سبب النزيف الظاهر في بُراز طفلك إلا بالفحص الطبي له لتحديد السبب.

هناك العديد من الأسباب التي قد تتسبب في نزول دم مع الإسهال عند الأطفال وذلك إما من الجزء العلوي من الجهاز الهضمي أو الجزء السفلي، ومن أسباب النزيف الحادث من الجزء السفلي من الجهاز الهضمي المُتمثل في المستقيم ما يلي:

1- حدوث الشق الشرجي

يُمكن أن يحدث الشق الشرجي في جميع المراحل العمرية للطفل، كما أنها تكون شائعة بتطور عمر الأطفال الرضع وتغير حالة البُراز من البراز الصغير اللين إلى البُراز الكبير الصلب الذي يُمكن أن يتسبب في حدوث تشققات على طول جدار المستقيم أو تهتكات في بطانة فتحة الشرج.

يُعرف الشق الشرجي على أنه تهتك أو تمزق يتسبب في حدوث قطع في بطانة الشرج، فيتسبب ذلك في خروج الدم مع البراز من خلال فتحة الشرج التي يعبر من خلالها البُراز خارج الجسم، وهناك الكثير من الأعراض التي قد تظهر على الطفل عند ظهور النزيف في البُراز الناتج عن حدوث الشق الشرجي، ومن تلك الأعراض:

  • ظهور دماء حمراء زاهية بشكل كبير على الجزء الخارجي من البُراز.
  • شعور الطفل بالألم والإجهاد الشديد نتيجة تعرضه للشق الشرجي.
  • كما يتعرض الطفل المُصاب بالشق الشرجي إلى حدوث الإمساك بشكل كبير ويظهر ذلك مُترابطًا مع شكل البُراز الصلب الكبير إلى حد ما.

اقرأ أيضًا: علاج النزلة المعوية للأطفال بالمنزل

2- حساسية البروتين

عدم تحمل بروتين الحليب أو بروتين الصويا الذي يتسبب في حدوث التهابات القولون التحسسية أو التهابات المُستقيم الناتجة التي يُمكنها التطور عند الرضع بعد تناول الحليب الصناعي، كما قد يحدث ذلك أيضًا أثناء الرضاعة الطبيعية نتيجة لبن البقر ومنتجات الصويا التي تستهلكها الأم مُتسببا في التحسس الشديد لبروتينات الحليب وبروتينات الصويا، وتشمل أعراض نزيف المستقيم الناتج عن عدم تحمل بروتين الحليب وبروتين الصويا ما يلي:

  • البُراز المُلطخ والمُختلط بالدم بشكل كبير.
  • قد يُصاب الطفل بالقيء الشديد والإسهال والتهيج.
  • ضعف زيادة الوزن وضعف عام في صحة الطفل ونموه.
  • حدوث الأكزيما.

3- الإصابة بفيروس أو بكتيريا

قد تسبب إصابة المعدة بأي فيروس أو بكتيريا أو أي نوع من أنواع الطُفيليات الناتج عن تناول طعام ملوث في ظهور النزيف في بُراز الطفل، وحدوث الإسهال المعدي الملحق ببراز دموي عند الأطفال.

4- التهاب الأمعاء

من الأسباب الأقل شيوعًا في حدوث نزيف من الجزء السفلي للقناة الهضمية هو التهاب الأمعاء الذي يتسبب في ظهور الكثير من الأعراض مثل: الإسهال الشديد المُتبع بالبُراز الدموي، وقلة الشهية وفقدان الوزن بصورة كبيرة نتيجة حالة الأمعاء الالتهابية المُزمنة التي تعمل على حدوث التهابات شديدة في بطانة الجهاز الهضمي.

5- مرض انسداد الأمعاء

قد يكون سبب حدوث نزيف المستقيم راجع إلى حدوث انسداد في الأمعاء أو انسداد القولون الناتج عن غياب الخلايا الصبغية في الأمعاء الغليظة قبل الولادة، وتشمل أعراض البُراز الدموي الناتج عن انسداد الأمعاء أو القولون ما يلي:

  • يُصاب الطفل بالمرض فجأة ويصبح البُراز دموي بشكل كبير.
  • يصبح الطفل خاملًا ضعيفًا.
  • الشعور بالألم الشديد في البطن، المصحوب بانتفاخ البطن بشكل كبير.
  • الحمى الشديدة.
  • القيء المُستمر.

6- تشوهات الأوعية الدموية

تتسبب تشوهات الأوعية الدموية داخل الأمعاء وكذلك حدوث اضطرابات تخثر الدم في حدوث نزيف المُستقيم بشكل كبير، أو قد يكون ذلك بعض أنواع الأدوية التي تُعطل بكتيريا المعدة مُتسببة في حدوث الإسهال المعدي المعوي، وتشمل أعراض حدوث ذلك ما يلي:

  • النزيف المُفرط.
  • قد يكون النزيف مصحوبًا بتغيرات في الجلد فقد يظهر طفح جلدي معين يُشير إلى إصابة الطفل بتشوهات في الأوعية الدموية بداخل الأمعاء.

7- الأورام الحميدة

التي تُعرف بالزوائد اللحمية المُتسببة في تهيج القولون الناتج عن الحركة الزائدة للأمعاء، لذلك قد يكون حدوث النزيف الداخلي هنا علامة على حدوث سرطان القولون والمُستقيم بشكل كبير.

اقرأ أيضًا: نزول دم مع الإسهال عند الأطفالعلاج التسلخات عند الأطفال بسبب الاسهال

أنواع النزيف

لون النزيف الظاهر في بُراز الطفل وشكله وكذلك الحالة المُتواجد عليها تلعب دورًا كبيرًا في التوصل إلى مصدر وسبب النزيف، حيث قد يكون مصدر النزيف:

  • الجزء السفلي من الجهاز الهضمي والذي يشمل القولون والمستقيم والشرج.
  • قد يكون مصدر النزيف الجزء العلوي من الجهاز الهضمي والذي يشمل المعدة وكذلك الأمعاء الدقيقة.
  • يُمكن أن تتسبب بعض الأطعمة والأدوية في ظهور دم في بُراز الطفل.

فكما ذكرنا حالة نزول دم مع الإسهال عند الأطفال نذكر أنه إذا كان:

  • لون البُراز أسود يكون ذلك راجعًا إلى أن النزيف حادث في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وفى تلك الحالة يُلاحظ ان الطفل يتقيأ كثيرًا.
  • البُراز مُغطي أو مُختلط بدم أحمر فاتح يكون ذلك راجع إلى أن مصدر النزيف الحادث هو الجزء العلوي من الجهاز الهضمي.

كما أن مظهر البراز ولونه ليس دليلًا دائمًا للحكم على مصدر النزيف أو نوعه، حيث قد يكون مصدر النزيف أحيانًا الأنف والحلق، لذلك كان للفحص البدني دور كبير في التوصل سريعًا لتقييم الحالات المُختلفة التي قد تظهر على الطفل في مراحل عمرية مُختلفة.

اختبارات النزيف

هناك العديد من الطرق التي يُمكن تتبعها لتشخيص للتشخيص والفحص لمعرفة سبب نزول دم مع الإسهال عند الأطفال وتحديد العلاج المُناسب لكل حالة ومنها ما يلي:

  • فحص الجزء الخارجي من فتحة الشرج.
  • فحص الجزء الداخلي من فتحة الشرج المُتمثلة في فحص المستقيم والتأكد من عدم وجود أي تهتك أو قطع.
  • أخذ عينة من البُراز وفحصها في المعمل للتأكد من احتوائها على دم أم لا وتحديد لون الدم وكميته والحالة الموجود عليها في حالة وجوده.
  • التحقق من وجود أي إصابات أو عدوى بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية تتسبب في النزيف.
  • إجراء المزيد من اختبارات الدم في حالة عدم التوصل لسبب النزيف الفعلي.
  • فحص الجزء السفلي من القناة الهضمية باستخدام منظار عبارة عن أنبوب صغير مرن مُزود بكاميرا.

علاج النزيف

هناك الكثير من العلاجات التي يُمكن اتباعها لعلاج نزول دم مع الإسهال عند الأطفال، وذلك بتحديد مصدر النزيف والعلاج الأنسب له، ومن تلك العلاجات ما يلي:

  • عند التوصل إلى أن سبب حدوث نزيف المُستقيم هو الحساسية لبروتين اللبن أو بروتينات الصويا، لابد للأم أن تعمل على اتباع نظام غذائي لا يحتوي على اللبن أو منتجات المُحتوية على بروتين الصويا.
  • اتباع العلاج بالمُضادات الحيوية في حالة ما إذا كان نزيف المُستقيم مُتسبب عن الفيروسات أو البكتريا أو أي إصابة طُفيلية متسببة في حدوث الإسهال المعدي.
  • كما يجب اتباع نظام غذائي صحي نظيف وخالي من جميع أنواع المُلوثات.
  • عند التوصل إلى أن سبب حدوث نزيف المستقيم هو التشققات الشرجية، يُمكن علاج ذلك عن طريق تناول الطعام الغني بالألياف.
  • يتم علاج الجفاف والبقاء رطبًا قدر الإمكان بشرب الكثير من السوائل.
  • علاج حالات التسمم الغذائي أو الإصابات البكتيرية أو الفيروسية وكذلك الطفيلية المختلفة.
  • تجنب تناول الأطعمة التي تتسبب في حدوث الإسهال وتعديل النظام الغذائي.
  • يعمل تناول البروبيوتيك بعد أخذ المضادات الحيوية على منع حدوث التفاعلات العكسية وإعادة البكتيريا الصحية للجهاز الهضمي.

أسباب الإسهال عند الأطفال

هناك العديد من الأسباب التي تتسبب في حدوث الإسهال عند الأطفال الذي قد يكون حاد ويستمر أقل من أسبوعين أو قد يكون إسهال مُزمن ويستمر أكثر من أسبوعين، الأمر الذي يستتبع احتمالية نزول دم مع الإسهال عند الأطفال، ومن تلك الأسباب ما يلي:

  • التسمم الغذائي الناتج عن تناول الطعام الملوث بالكثير من السموم.
  • استخدام أنواع مُعينة من المضادات الحيوية يُمكن أن تُغير بشكل كبير في أنواع البكتيريا الموجودة طبيعيًا على طول الأمعاء وكذلك عددها مُتسببة في حدوث الإسهال.
  • قد تعمل على زيادة أعداد أنواع مُعينة من البكتيريا الخطيرة التي تتسبب في حدوث التهابات القولون وكذلك الأمعاء.
  • إصابات بكتيرية أو طفيلة أو فيروسية تتسبب في حدوث التهابات معدية معوية شديدة.
  • الإفراط في استهلاك بعض الأطعمة التي تتسبب في حدوث الإسهال المُزمن.
  • الكثير من العوامل الغذائية الأخرى مثل: عدم تحمل اللاكتوز أو الحساسية تجاه أنواع معينة من البروتينات أو المكونات الغذائية الأخرى المُتسببة في حدوث العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي.

اقرأ أيضًا: متى تختفي أعراض جرثومة المعدة النفسية

أعراض تستدعي زيارة الطبيب

هناك العديد من الأعراض المُدعاة للقلق التي يُشير ظهورها مع الإسهال إلى بداية تفاقم وتطور حالات الإسهال إلى الإسهال الدموي وتوجب الذهاب لطبيب فورًا، ومن تلك الأعراض:

  • الشعور بالألم والوجع والتقلصات الشديدة في البطن، خاصة عند لمسها.
  • الشعور بألم في المعدة.
  • براز رخو ثلاث مرات أو أكثر في اليوم وقد يكون مصحوبًا بالدم.
  • حدوث ارتفاع مُلاحظ في درجات الحرارة للطفل.
  • ظهور أعراض الجفاف على الطفل، فتقل عدد مرات تبوله ويجف الفم بشكل كبير ويترافق ذلك مع العطش الشديد.
  • قد يبكي الطفل بدون دموع في حالات الجفاف الشديدة.
  • يتبع ذلك الدوخة الشديدة الناتجة عن فقدان السوائل بشكل كبير.
  • يسوء مظهره فتُلاحظ عليه علامات الإرهاق والخمول والإجهاد الشديد وتدهور الحالة الصحية للطفل.

إن سرعة تشخيص الطفل من بدء حدوث الإسهال قبل تفاقم الأعراض وحدوث النزيف الحاد أمرًا ضروريًا للأخذ في الحسبان.

قد يعجبك أيضًا