نوم الرضيع على وسادة

هل نوم الرضيع على وسادة يُعد وضعية مريحة للنوم؟ أم أن الأمر يشكل خطر عليه؟ فلا شك أن هذه التساؤلات تتردد في ذهنك منذ اللحظة الأولى لوصول طفلك إلى الحياة، وكأي أم ترغب في توفير كافة سبل الراحة لطفلها تبحثين عن وضعية النوم التي توفر قدر أكبر من الراحة لطفلك، لذا من خلال موقع جربها سوف نعرفك ما إذا كان النوم على وسادة يعد وضع آمن له أم لا.

نوم الرضيع على وسادة

من المعروف أن المولود ينام لفترات طويلة من الوقت في الشهور الأولى من عمره، لذا فإن توفير وضعية نوم مريحة وآمنة يُعد أمر مهم للغاية، وفي ظل بحث الأم عن الوضعية الأكثر راحة قد تعتقد أن نوم الرضيع على وسادة سوف يوفر له المزيد من الراحة، لكن في الحقيقة يعد ذلك اعتقاد خاطئ.

حيث أثبتت الدراسات التي تم إجرائها على عدد من حديثي الولادة أن النوم على الوسادة ليست الطريقة الأكثر أمانًا على الطفل، بل إنها من الممكن أن تجعله أكثر عُرضة للعديد من المشكلات الصحية والمخاطر التي قد تصل إلى حد الموت، وذلك إن بدأتي في تطبيق الأمر في سن غير مناسب.

لذا من خلال السطور التالية سوف نعرفك على عمر الطفل المناسب الذي يسمح له بالنوم على وسادة دون التعرض إلى أي مشكلة بالإضافة إلى توضيح المخاطر الذي يشكلها هذا الأمر عليه.

اقرأ أيضًا: طريقة تخفيف ألم الثدي عند الرضاعة

العمر المناسب لنوم الرضيع على وسادة

لا شك أن وضعية نوم الطفل هي المسئولة عما إذا كان سيهنأ بفترة نوم مريحة أن لا، لكن احرصي على ألا تقومي بوضع وسادة تحت رأسه أثناء النوم إلا إذا وصل إلى العمر المناسب، بحيث لا يمثل نوم الرضيع على وسادة أي خطر عليه، فالعمر المناسب للقيام بذلك هو بعد أن يتم طفلك عمر عامين، في هذه الحالة يمكنك وضع وسادة تحت رأس طفلك لينعم بفترة نوم مريحة دون مواجهة أي مشكلة، حيث يستطيع الطفل في هذا السن أن يتقلب حتى يحصل على وضعية النوم المريحة.

ليس هناك ما يثبت درجة أمان قاطعة لهذا الأمر على الطفل في أي عمر، لكن بشكل عام يعتبر هذا السن أقل خطورة من غيره عندما ينام الطفل الرضيع على الوسادة، فتقل فرصة إصابته بأي من مخاطر وضع وسادة تحت رأسه أثناء النوم.

مخاطر نوم الرضيع على وسادة

في حالة نوم الرضيع على وسادة قبل أن يتم عامه الثاني فإن ذلك يجعله أكثر عُرضة للإصابة بأي من مخاطر هذا الأمر، إليكِ هذه المخاطر فيما يلي لتكوني على علم تام بما يُمكن أن تعرضي طفلك إليه دون أن تنتبهي لذلك:

1- تشوهات بنيوية في هيكل رأس الطفل

من المعروف أن رأس الطفل تكون لينة جدًا خاصةً في الشهور الأولى من حياته، لذا فإن الاتكاء على شيء ما لفترة طويلة من الوقت من شأنه إحداث تغير في شكل الجمجمة لدى الطفل، وهو ما يُسمى بمتلازمة الرأس المسطح، التي يُصاب بها الرضيع عندما تظهر منطقة في رأسه بشكل مسطح.

غالبًا ما يُمكن ملاحظة اختلاف تلك المنطقة عن غيرها بسهولة، خاصةً عند النظر إلى الطفل من الأعلى، وهو ما يحدث عند نوم الطفل لساعات طويلة ورأسه متكئة على وسادة لينة، فيؤدي الضغط المستمر على منطقة ما في رأسه إلى الإصابة بتشوهات بنيوية في هيكل الرأس، لذا في تلك الحالة يكون نوم الرضيع على وسادة بمثابة عامل مدمر لحالته الصحية.

اقرأ أيضًا: سبب كثرة الرضاعة لحديثي الولادة

2- الإصابة بالاختناق

في حالة اعتقادك أن نوم الرضيع على وسادة يقدم له سبيل للراحة، فإنه من المهم أن تعرفي أن اعتقادك خاطئ تمامًا في حالة أن طفلك لم يتم عامه الثاني من عمره، حيث إنه مادام في شهوره الأولى فإن النوم على الوسادة سوف يجعل رأسه يغوص في الوسادة.

هو تحديدًا ما يعرقل حركته ويمنعه من تحريك رأسه كيفما يريد إلى أن يصل إلى وضعية مريحة بالنسبة له، بالإضافة إلى أن الضغط المستمر على رأسه من شأنه تقييد الهواء عند تحركه، وهو ما يسهل بدوره إصابة الطفل بالاختناق، وهو الخطر الذي يُمكن أن يصل إلى الموت إن لم تكوني مراقبة ومتابعة له أثناء نومه.

3- التواء رقبة الطفل

لا شك أن الرضيع في شهوره الأولى لا يستطيع تحريك نفسه في مكان النوم ليحصل على وضعية مريحة، لذا في حالة نومه لفترات طويلة من الوقت بنفس الوضعية على الوسادة، فإنه من الممكن أن تُصاب رقبته بالالتواء، خاصةً أن أغلب الوسادات المتوفرة في الأسواق لا توفر معايير الأمان والسلامة اللازمة للطفل الرضيع.

4- ارتفاع درجة حرارة الرأس

نظرًا لأن معظم الوسائد الخاصة بالأطفال تكون مصنوعة من مواد قد تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة، مثل البوليستر أو الأنسجة القطنية، فإن الطفل يكون أكثر عُرضة للإصابة بارتفاع درجة حرارة رأسه والتعرق، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة جسمه، وهو ما يُمكن أن يشكل خطر عليه.

5- متلازمة الموت المفاجئ

نوم الرضيع على الوسادة قبل أن يتمم عامين من عمره أمر غير مرغوب فيه على الإطلاق، حيث يزيد ذلك من احتمالية حدوث الموت المفاجئ، نتيجة وجود احتمال لأن تنزلق رأس الطفل من على الوسادة عن طريق الخطأ أثناء نومه، وهو ما يُمكن أن يؤدي بدوره إلى إيجاد صعوبة في التنفس ومن ثم الاختناق، وبالتالي الموت.

الوضعية الصحيحة لنوم الرضيع

بعد التعرف على كافة التفاصيل الخاصة بنوم الرضيع على وسادة يسعنا الانتقال إلى ذكر الوضعيات الصحيحة لنوم الرضيع، حيث تلعب وضعية النوم دور كبير في حصول الطفل على الراحة والأمان أثناء نومه، وهي ما يُمكن أن تؤثر في إصابته بالموت المفاجئ.

لذا حرى بنا إخبارك أن النوم على الظهر هو أفضل وضع للنوم للأطفال الرضع، حيث إنه من أفضل الوضعيات التي تقلل من فرصة الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ، فهو الوضع الذي يحافظ على مجرى الهواء مفتوح لدى الطفل، مما يقلل من فرصة إصابته بالاختناق.

اقرأ أيضًا: كريم علاج تشققات الحلمتين أثناء الرضاعة

الوضعيات الخاطئة لنوم الرضيع

يوجد العديد من وضعيات النوم التي قد تعتقدين بأنها أفضل ما يُمكن أن تقدميه لطفلك، لكن في الحقيقة إنها تعرضه للخطر بشكل أكبر أثناء النوم، لذا سعينا لإخبارك بالوضعيات الخاطئة لنوم الرضيع خاصةً في الشهور الأولى من حياته، وهي المذكورة فيما يلي:

1- النوم على الجانب

لا تُعد الطريقة الأفضل في تنويم الطفل الرضيع على الإطلاق، حيث تزيد من احتمالية حدوث الموت المفاجئ، حيث إنه من الممكن أن يتقلب الطفل لينام على بطنه، وهو ما يزيد من فرصة الإصابة بالاختناق والعديد من الأضرار الأخرى التي تشكل خطر كبير عليه.

2- النوم على البطن

بالرغم من أن هناك بعض الحالات التي ينصح فيها الأطباء الأم بتنويم طفلها الرضيع على بطنه لفترة من الوقت لسبب طبي، إلا أن هناك بعض المخاطر التي من الممكن أن تصيب الطفل في حالة النوم على المعدة.

مثل أن يزيد ذلك من الضغط على فك الطفل، وبالتالي تقييد الهواء في مجراه، مما يؤدي بدوره إلى صعوبة التنفس والاختناق، أو تنفس الطفل الميكروبات الموجودة على المرتبة أو ملاءة السرير نتيجة اقتراب الوجه منها عند النوم على البطن، لذا إن لم ينصحك الطبيب بتنويم طفلك على بطنه لسبب وجيه، لا تقومي بذلك من نفسك.

اقرأ أيضًا: مدة الرضاعة من كل ثدي لحديثي الولادة

نصائح لنوم الرضيع بشكل آمن

يوجد بعض النصائح التي إذا قُمتي باتباعها فإنك تضمنين قدر أكبر من الراحة والأمان لطفلك، وفي نفس الوقت الحفاظ على سلامته الصحية من خلال تجنب أي من الأمور التي تعرضه للمخاطر، وهي النصائح المذكورة فيما يلي:

  • تجنب تغطية رأس الطفل أثناء نومه.
  • استخدام مرتبة صلبة بدلًا من المراتب سهلة التحرك.
  • الامتناع عن التدخين أثناء نوم الطفل، وأثناء استيقاظه أيضًا.
  • توفير بيئة نوم جيدة ومريحة للطفل.
  • عدم وضع وسائد تحت رأس الرضيع قبل أن يكمل عامه الثاني.
  • تجنب استخدام الوسائد المحشوة التي يُضاف إليها بعض العطور، وذلك بعد أن يتم طفلك العام الثاني من عمره.
  • استخدام الوسادات المصنوعة من القطن.
  • عدم استخدام وسادات البالغين في تنويم الطفل الرضيع، حيث يجب أن تكون الوسادة صغيرة مناسبة لحجم الطفل.
  • التحقق من أن الوسادة مناسبة للطفل الرضيع من خلال الضغط عليها، وفي حالة إن لم تستعد شكلها بعد هذه الضغطة، فإنها غير مناسبة للطفل حيث إنها ناعمة بشكل كبير، مما يجعلها غير آمنة للاستخدام للطفل الرضيع.
  • في حالة الضغط على الوسادة ولم تتحرك إطلاقًا، فإنها غير مناسبة ولا آمنة على الطفل أيضًا، حيث إنها تكون على درجة عالية من الصلابة، مما يقلل من راحة الطفل أثناء النوم.
  • تجنب إحضار الوسائد ذات الأغطية المصنوعة من الألياف الصناعية، والتي تسبب التعرق للطفل أثناء النوم، كما أنه لا يُفضل استخدام الوسائد المصنوعة من مواد تجذب الأتربة والأوساخ، حيث يزيد ذلك من خطر إصابة الطفل بالحساسية.
  • غسل الوسادة المستخدمة لتنويم الطفل الرضيع بشكل مستمر تجنبًا لتراكم الميكروبات والجراثيم عليها، مع الحرص على تجفيفها تحت أشعة الشمس.
  • من الأفضل أن ينام الطفل الرضيع في نفس غرفة الأم والأب حتى عمر السنتين لإمكانية مراقبته طوال الوقت أثناء النوم، نظرًا لأن هناك من يخصص له غرفة منذ الصغر.

حتى يتمكن الطفل من التحكم في وضعية نومه يجب عليكِ أن توفري له كافة سبل الراحة، متجنبة أي شيء يُمكن أن يلحق الضرر بحالته الصحية أو يشكل خطر على حياته.

قد يعجبك أيضًا