أسباب نقص كريات الدم الحمراء عديدة وتختلف من شخص لآخر، فكرات الدم الحمراء تُعد أحد أهم المكونات الرئيسية لخلايا الدم وأكثرها عددًا، حيث يبلغ عددها في المتوسط من أربعة إلى خمسة ملايين في كل ميكرو لتر واحد من الدم، ويُعتبر نقص كرات الدم الحمراء من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، والذي تتعدد أسبابه، مما يتسبب في حدوث الكثير من المضاعفات والأعراض الجانبية، التي يصعب علاجها دون معالجة السبب كل ذلك نقدمه عبر موقع جربها.
أسباب نقص كريات الدم الحمراء
توجد مجموعة من العوامل والأسباب التي قد تؤدي إلى نقص في عدد كرات الدم الحمراء، ومن هذه الأسباب ما يلي:
الحصول على كميات غير كافية من الحديد
- إن نوعية الطعام التي نتناولها بشكل يومي تؤثر بشكل كبير على الصحة، لذلك يتسبب أي خلل في النظام الغذائي الخاص بنا في إصابتنا بمرض ما، حتى ولو على كان ذلك على المدى الطويل.
- يجب علينا الاعتماد في نظامنا الغذائي على الأطعمة التي تتمتع بكميات كبيرة من الحديد لسد حاجتنا من هذا المعدن.
- من أهم الأطعمة التي تحتوي على الحديد اللحوم بشكل عام واللحوم الحمراء بالأخص والخضروات الخضراء، مثل السبانخ، والبيض.
- يمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية إذا احتجنا إلى هذا، خاصةً إذا كان لدينا نقص حاد في الحديد.
- يُعتبر الأطفال الذي لا يزالون في طور النمو والنساء والحوامل، أكثر فئة بحاجة إلى الحرص على تناول كم كافِ من معدن الحديد.
ضعف قدرة الجسم على امتصاص الحديد
أحيانًا تكون المشكلة الكامنة وراء نقص معدن الحديد في الجسم ليست بسبب أننا نتناول كميات قليلة منه، بل لأن الجسم لا يمتلك القدرة على امتصاص المعدن.
وقد يرجع ذلك إلى أمراض اضطرابات المعدة أو التعرض إلى بعض العمليات الجراحية التي تتسبب في إعاقة امتصاص الحديد، ومن هذه الجراحات جراحة تغيير شرايين المعدة.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: هل نقص الصفائح عند الأطفال خطير وأسباب نقصها
بعض الأمراض المزمنة
بعض الحالات تكون الأمراض المزمنة، مثل داء السكري والسرطان والفشل الكلوي، ضمن أسباب نقص كريات الدم الحمراء وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم.
اضطرابات الأمعاء
اضطرابات المعدة المختلفة تتسبب في الإصابة بفقر الدم، نتيجة الخلل الذي تحدثه في آلية امتصاص المواد والعناصر الغذائية المختلفة في الأمعاء الدقيقة، ومن هذه الأمراض التي تسبب اضطراب في المعدة مرض كرون.
الحمل وفقدان الدم بسبب الحيض عند النساء
- يعتمد الجنين على أخذ احتياجاته الغذائية من أكل الأم، وعندما لا يتوافر ما يحتاجه في الطعام المُتناول يذهب الجنين إلى أخذ احتياجاته من جسم الأم نفسه، لذا فإن عدم تناول كميات كافية من الحديد يُصيب المرأة الحامل غالبًا بنقص في الحديد، ويمكن أن يتطور الأمر إلى الإصابة بفقر دم.
- الدورة الشهرية تتسبب بفقدان كميات لا يُستهان بها من الدم، وبالتالي فالنساء اللواتي لم يصلن بعد إلى سن اليأس أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بنقصان كرات الدم الحمراء وفقر الدم.
النزيف الداخلي
- هناك أمراض عديدة تتسبب في الإصابة بنزيف داخل الجسم، ومن هذه الأمراض قرحة المعدة والأورام الحميدة التي تظهر في القولون والأمعاء والأورام السرطانية، مثل سرطان القولون.
- النزيف البطني المستمر يُضاعف من احتمالية الإصابة بفقر الدم.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: هل نزيف المعدة يسبب الوفاة وما هي أعراض النزيف المعوي
التاريخ المرضي
التاريخ المرضي للعائلة يؤثر بشكل كبير في قابلية الشخص للإصابة بفقر الدم الوراثي، وبالتالي سيكون من ضمن أهم أسباب نقص كريات الدم الحمراء.
السن
- عامل العمر يلعب دورًا مؤثرًا، حيث يجعل الأشخاص الأكبر من الخامسة والستين عامًا أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بفقر الدم.
- تناول بعض الأدوية التي تُسبب فقر دم.
- فشل النخاع العظمي.
- الإصابة بنقصان في إحدى مكونات كرات الحمراء أو ما يُعرف بالإريثروبويتين (Erythropoietin).
- الورم النقويّ المتعدد (Multiple myeloma).
- الإصابة بنقصان بعض العناصر الغذائيّة، مثل الفيتامينات والمعادن.
- الإصابة بأمراض الغدة الدرقية.
- تمزق خلايا الدم الحمراء.
- النزيف الخارجي بكميات كبيرة.
- الإصابة بإحدى أمراض المناعة الذاتية يُزيد من قابلية الشخص للإصابة بفقر الدم، وبالتالي سيكون هذا أحد أهم أسباب نقص كريات الدم الحمراء.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: هل نقص الصفائح الدموية خطير وما هو أسبابها وطرق علاجها
مضاعفات فقر الدم أو نقص كريات الدم الحمراء
يتسبب النقص الشديد في كرات الدم الحمراء المُصاحب لفقر الدم في الكثير من المُضاعفات والآثار الجانبية، ومنها نذكر ما يلي:
- الشعور بالتعب والإرهاق والإعياء طوال الوقت، لدرجة أن الشخص قد لا يستطيع حتى القيام بالمهام اليومية.
- حدوث مُضاعفات خلال فترة الحمل، حيث يمكن أن يؤدي نقص عنصر الفوليك أسيد إلى الولادة المبكرة في بعض الأحيان.
- يؤدي فقر الدم إلى الإصابة باضطرابات في معدل نبضات القلب إما بالزيادة أو بالنقصان، وذلك لأن القلب يلجأ إلى ضخ كميات مُضاعفة من الدم عند الإصابة بفقر الدم، للتأكد من وصول كميات كافية من الأكسجين إلى جميع أجزاء جسم الإنسان وذلك من شأنه جعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بتضخم عضلة القلب، أو حتى فشل القلب.
- فقر الدم يوجد منه أنواع مختلفة قد تؤدي بعضًا من هذه الأنواع خاصةً الأنواع الوراثية إلى الوفاة، مثل فقر الدم المُنجلي.
أعراض نقص كريات الدم الحمراء
يكون نقص كرات الدم الحمراء عادةً مصحوبًا بإحدى هذه الأعراض التالي ذكرها مع أغلب الحالات، لكن من الجدير بالذكر أيضًا أن هناك حالات أخرى لا يظهر عليها أيًا من هذه الأعراض، وذلك يرجع إلى عدة أسباب:
- تكيف جسم المريض مع كمية الأكسجين المنخفضة.
- الإصابة بفقر الدم كمرض مزمن.
وعلى الصعيد الآخر فهناك بعض الحالات التي تُصاب بفقر الدم الحاد الذي يحدث بشكل سريع ومفاجئ وتظهر عليها الأعراض بشكل أكبر وأوضح من غيرها، ومن هذه الأعراض نذكر ما يلي:
- ضيق التنفّس.
- التعب والإعياء والإرهاق المستمرين.
- شحوب بشرة الوجه والجلد بشكل عام.
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- الصداع المستمر.
- الدوخة والدوار، خاصةً عند تغيير وضعيّة الجسم فجأة.
- الشعور بوهن وضعفٍ عام في الجسم.
- برودة اليدين والقدمين.
- تورم وألم في اللسان.
- وجود وخزٍ في الساقين.
- تساقط الشعر.
- الشعور بالتوعك المستمر والمُزعج.
- تفاقم مشاكل القلب إذا وجدت.
أهمية كرات الدم الحمراء
- كرات الدم الحمراء هي المسؤولة عن حمل الأكسجين من الرئتين إلى بقية أنسجة الجسم.
- هي المسؤولة أيضًا عن حمل ثاني أكسيد الكربون لتعود به من بقية أجزاء الجسم إلى الرئتين.
- تحفظ مادة الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم من التحلل، وتكون مسؤولة عن تحولها إلى صبغات صفراوية.
- تقف حائلًا كي لا تُفرز مادة الهيموغلوبين في البول.
- تُنظم عملية تفاعل الأكسجين.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: علاج نقص الصفائح الدموية بالعسل وأطعمة ترفع تعالج النقص
علاج نقص كرات الدم الحمراء
- تناول العناصر الغذائية التي تساعد على زيادة كرات الدم الحمراء، ومنها الحديد الذي يساعد الجسم على تخزين الأكسجين في خلايا الدم، لذا فبدون تناول الحديد إما ستتوقف هذه الخلايا عن العمل أو سوف تموت، لذا يمكننا أن نحصل على الحديد من اللحوم وأفضلها على الإطلاق لحم الكبد، الفواكه المجففة، البقوليات مثل الفاصوليا.
- من الجدير بالذكر أن النساء تحتاج في المتوسط إلى 18 مليجرام من الحديد يوميًّا، والرجال يحتاجون في المتوسط إلى 8 مليجرام من الحديد يوميًّا.
- في حالة عدم القدرة على تحصيل كمية كافية من الحديد من خلال النظام الغذائي المُتّبع، يُمكننا أن نلجأ إلى المُكملات الغذائية.
- تناول أطعمة تحتوي على النحاس، حيث أنه يُعد عنصرًا مهمًّا في عملية خلق كرات دم حمراء جديدة، ويُمكن أن نجد هذا المعدن في السمك وسرطان البحر والبقوليات مثل العدس والمكسرات مثل الكاجو واللوز والدواجن ولحم البقر.
- تناول أطعمة تحتوي على فيتامين A، الذي يساعد الجسم على امتصاص الحديد ويمكن أن نجد هذا الفيتامين في البطاطا الحلوة، والفلفل الأحمر، والمانجو، وزيت السمك، والجزر.
- التركيز على الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C، فبالرغم من عدم تأثير فيتامين C على تكون كرات الدم الحمراء، إلا أنه يساعد الجسم على امتصاص الحديد الذي يدخل في تكوينها، ومن الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من فيتامين C البرتقال والليمون والكيوي والفراولة.
- تناول أطعمة تحتوي على فيتامين B9 أو حمض الفوليك وهو من أهم العناصر التي تتدخل بشكل كبير في عملية خلق كرات دم حمراء جديدة وأي نقص في هذا الفيتامين يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، ومن أهم هذه الأطعمة التي تحتوي على هذا الحمض الخبز، الحبوب الكاملة، البقوليات مثل العدس، الفاصوليا، الخضروات الخضراء، البازلاء، والبقدونس.
- تناول أطعمة تحتوي على فيتامين B12، لأنه من العناصر المهمة لخلق كرات دم حمراء جديدة، وبالتالي أي نقص في هذا الفيتامين يعوق تكون كرات دم حمراء، لذا لكي نزيد من كمية فيتامين B12 علينا تناول مُنتجات الألبان، البيض، الدواجن، السمك، واللحوم الحمراء.
معالجة أسباب نقص كريات الدم الحمراء من خلال تناول نظام غذائي صحي يحتوي على العناصر الغذائية الستة التي تُشكل فرقًا كبيرًا في عملية تكوين كرات دم جديدة، وممارسة الرياضة التي من شأنها أن تزيد من كمية الأكسجين المتدفقة عبر الجسم، والابتعاد عن العادات السيئة، مثل التدخين وتناول الكحوليات، كل هذا من شأنه إحداث فرقًا إيجابيًا في كمية كرات الدم الحمراء.