مريض التوحد هل يتزوج

مريض التوحد هل يتزوج؟ وما هو التوحد وما هي أعراضه؟ يعد مرض التوحد من الأمراض المنتشرة نسبيًا بين الأطفال منذ عمر مبكر ويتطور معهم الأمر كما يتطور نموهم بالضبط، ولمدى خطورة وأهمية هذا الأمر سوف نتعرف إلى كل ما يخص مرض التوحد بالتفصيل من خلال موقع جربها، كما وسنوضح الطريقة الصحيحة في التعامل مع مرضى التوحد.

مريض التوحد هل يتزوج

من المعروف أن مرض التوحد يمثل عائقًا كبيرًا بالنسبة لإنسان يمنعه من ممارسة حياته ومشاركته في النشاط البشري الفطري، وتلك مشكلة نفسية كبيرة، إلا أن البعض يتساءل حول كون مريض التوحد يتزوج أم لا، والإجابة هنا هي نعم بكل تأكيد من الممكن أن يتزوج مريض التوحد.

لذلك لا يجب أن يربط الجميع فيما بين مرض التوحد والعجز الجنسي لدى مريض التوحد أو إصابته بالعقم، فلا شيء يحول دون زواج مريض التوحد إلا عدم قدرته على التجاوب اجتماعيًا مع الطرف الآخر وليس على الصعيد الجنسي بالضبط.

بالطبع تأثر التواصل الاجتماعي بالسلب لدى مريض التوحد سوف يمنعه من إقامة العلاقة الجنسية مع الطرف الآخر حتى وإن كان يحبه بالفعل، فلا يحاول أحد أن يؤكد اضطراب الإجابة عن سؤال مريض التوحد هل يتزوج.

لأن مريض التوحد في النهاية إنسان ولكن مشكلته تكمن في أنه غير قادر على تكوين العلاقات الاجتماعية أو التواصل مع البشر، وجدير بالذكر أن مريض التوحد يمتلك ذكاءً عاليًا وقدرة كبيرة في التركيز بالأشياء وإدراكها وفهمها.

اقرأ أيضًا: لماذا يضع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يديه على أذنيه بشكل مستمر

ما هو التوحد

لا يمكننا أن نقول مريض التوحد هل يتزوج أم لا من دون أن نتعرف إلى مرض التوحد بوجه عام عن كثب، ويمكننا تعريف هذه الحالة على أنها اضطراب ينتمي إلى مجموعة من الاضطرابات يطلق عليها اسم اضطرابات الطيف الذاتي، وغالبًا ما تظهر تلك المشكلة خلال فترة الرضاعة وبالتحديد عند إتمام الطفل لعامه الثالث من العمر.

تختلف درجة هذا المرض وكذلك أعرضاه من شخص لآخر، إلى أن جميعها في النهاية تتفق على أمر واحد، ألا وهو أنه يؤثر بالسلب على قدرة الإنسان على التواصل مع المحيطين به على الصعيد الاجتماعي والعاطفي.

في حال لم يتم علاج مرض التوحد عند طبيب نفسي مختص منذ ظهور الأعراض الأولى في طفولة الشخص، فإن الأمر يصبح أكثر خطورة وتعقيدًا وتأثيرًا بالسلب على المريض في سائر المراحل العمرية من حياته.

أسباب التوحد

إن مرض التوحد لا يصيب الشخص من صغره أو في أي من مراحل حياته بين عشية وضحاها أو من دون سبب، بل توجد الكثير من الأسباب التي ربما تكون دافعًا للتساؤل مريض التوحد هل يتزوج أم لا، ويمكننا تلخيص تلك الأسباب في:

1- المشاكل الوراثية

لقد أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية والنفسية أن هناك بعض العوامل أو الجينات الوراثية التي تؤثر على الطفل أو تجعله أكثر عرضة دون غيره إلى الإصابة بمرض التوحد، ومنها أيضًا ما يكون له تأثيرًا على طبيعة ونمو الدماغ عند الطفل، مما يعوق نموها أو قدرة الطفل فيما بعد على التواصل مع المحيطين به.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد

2- العوامل البيئية

أكدت الدراسات العلمية أن هناك بعض العوامل البيئية التي تؤثر بالسلب في الطفل ينتج عنها إصابته أو على الأقل تحفيز اضطراب طيف التوحد لديه، مثل الأدوية أو مضاعفات الحمل، بالإضافة إلى الالتهابات الفيروسية أو تلوث الهواء.

3- تشوهات الدماغ

أحيانًا يكون مرض التوحد وثيق الارتباط بمعدل نمو دماغ الطفل خلال فترة الحمل أو ربما بعد الولادة، ولقد بينت بعض الدراسات النشاط الغير طبيعي أو العيوب التركيبية التي توجد في المخ عند المرضى بالتوحد.

كما ورصدت تلك الدراسات مستويات غير طبيعية لمجموعة من النواقل العصبية مثل هرمون السيروتونين، الذي ينتج عنه تشويه كل من الرسائل المرسلة والمستقبلة من الدماغ، وبالتالي تحجيم مهارات التواصل لدى مريض التوحد.

أسباب عامة للإصابة بالتوحد

لا تزال هناك بعض الأسباب المتنوعة التي يرجع إليها إصابة الشخص بمرض التوحد والتي تعد دافعًا لسؤال مريض التوحد هل يتزوج، ومن بين أبرز هذه الأسباب:

  • تقدم عمر الوالدين عند إنجاب الطفل.
  • التعرض لبعض أنواع اللقاحات.
  • الإصابة بمشكلة بيلة الفينينل كيتون وهي عبارة عن اضطراب في طبيعة التمثيل الغذائي.
  • مواجهة الأم خلال فترة الحمل لبعض المشاكل الخاصة بعملية الأيض مثل مرض السكر أو السمنة.
  • الإصابة بمرض الحصبة الألمانية.
  • تعرض الأم خلال فترة الحمل بالطفل إلى بعض المواد الكيماوية أو الأدوية مثل تلك الأدوية المضادة للتشنجات أو شرب الكحوليات.

اقرأ أيضًا: تجربتي في علاج ابني من التوحد

أنواع التوحد

يجب أن يعرف كل من يسأل مريض التوحد هل يتزوج أم لا، حقيقة أن لمرض التوحد أكثر من نوع ودرجة تختلف من شخص لآخر، وأنواع مرض التوحد تتمثل في:

1- متلازمة إسبرغر

إن الأشخاص المصابين بمتلازمة إسبرغر تظهر عليهم أعراض مرض التوحد منذ السنوات الأولى من العمر، ولقد تم الكشف عن هذا المرض خلال حقبة الأربعينيات من القرن الماضي ولقد أثبتت الدراسات الطبية أن هذا النوع بالذات هو أقل أنواع التوحد شدة.

يعاني الشخص المصاب بمتلازمة إسبرغر من بعض مشكلات التواصل البصري مع المحيطين به، كما لا يمكنه التعبير عن عاطفته بشكل واضح أو أن يظهر طبيعة حالته العاطفية.

هذا إلى جانب عدم قدرة المصاب على استيعاب الإشارات الاجتماعية للأشخاص من حوله، مثل لغة الجسم أو تعبيرات الوجه بالإضافة إلى ضعف القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الغير.

2- اضطراب التوحد

يطلق على هذا النوع اسم التوحد الكلاسيكي وهو أحد ضروب متلازمة إسبرغر إلا أنه يكون أكثر شدة، وفيه يواجه المريض تأخرًا لغويًا ملحوظًا إلى جانب وجود إعاقة ذهنية وتحديات وصعوبات اجتماعية كثيرة، كما ويلاحظ عليه اهتمامه بأمور غير عادية وتبدر منه سلوكيات غير متوقعة أو غير مألوفة.

3- متلازمة هيلر

تعرف متلازمة هيلر باسم اضطراب الطفولة وفيه يكون نمو الطفل على الصعيد الاجتماعي والإدراكي واللغوي طبيعيًا حتى يبلغ سنتين، ومن بعد هذا العمر تبدأ المشاكل الاجتماعية ومشاكل التواصل والمهارات في الظهور ولكن بوتيرة متناهية السرعة، ويعد هذا من أكثر أنواع مرض التوحد ندرة على الإطلاق.

من الممكن أن يعاني الطفل المريض بهذا النوع من التوحد بنوبات من الصرع، وبمرور الوقت يفقد الكثير من مهاراته المكتسبة مثل قدرته على التحكم في عملية التبول، إلى جانب القدرة على اللعب مع الآخرين وتراجع القدرة على الاستماع إلى الكلام وفهمه، وبالطبع كل ذلك إلى جانب فقدان القدرة على التحدث بشكل مفهوم وفقدان الروح القيادية.

4- اضطراب النمو الشامل

يلاحظ عند المرضى بهذا النوع من التوحد مواجهتهم صعوبة بالغة في التواصل مع الآخرين على الصعيد الاجتماعي، بالإضافة إلى صعوبة النطق والكلام وتوظيف اللغة توظيفًا صحيحًا لقدرة على التحدث، إلى جانب ضعف القدرة على اللعب وعدم تقبل التغيرات المحيطة به ورفضه لحركة الجسم بشكل متكرر.

اقرأ أيضًا: آيات قرآنية تجعل الطفل يتكلم

أعراض مرض التوحد

مما سلف يتضح لنا أن مريض التوحد هل يتزوج أم لا ليست توجد بين مرضه وطبيعته الجنسية أي تعارض، والضعف الجنسي ليس من علامات التوحد وأعراضه بل تتضمن الأعراض المشاكل الآتية:

1- تأخر المهارات الاجتماعية

يمكن للجميع أن يلاحظوا على مريض التوحد الاضطرابات الاجتماعية الآتية:

  • لا يرد على أحد إذا ما ناداه باسمه.
  • يظهر وكأنه لا يسمع من يتحدث إليه.
  • يرفض تمامًا أن يقبله أو يعانقه أحد ويأخذ في التراجع والانكماش.
  • يتعمد عدم النظر في عين من يحدثه.
  • يظهر وكأنه متجاهل وغير مدرك لمشاعر المحيطين به.
  • يحب اللعب مع نفسه على انفراد ويرفض تدخل أحدهم لكونه بالنسبة إليه متطفلًا على عالمه الخاص.

2- ضعف المهارات اللغوية

يعاني مريض التوحد من مشاكل متعددة في مهاراته وقدرته على التواصل اللغوي، وهناك بعض الأعراض التي تدل على ذلك مثل:

  • بدء الكلام في عمر متأخر عن الطبيعي.
  • فقدان القدرة على النطق بكلمات كان يستطيع نطقها في السابق.
  • لا يجرؤ على الاتصال البصري إلا في حال رغبته بشيء معين.
  • الكلام بنبرة غنائية أو بنبرة صوت شبيهة بالإنسان الآلي، أو حتى التحدث بنبرة وإيقاعات غريبة وغير مألوفة وجميعها مختلفة.
  • لا يمكنه أن يشارك في حوار يدور أمامه حتى وإن كان يخصه.
  • لا يمتلك مهارة أو حس المبادرة في الحديث.
  • تكرار العبارات أو الكلمات والمصطلحات التي لا يعرف كيف يمكنه توظيفها وتكوين جملة منها.

3- ملاحظة المشكلات السلوكية

يمكن للأشخاص المحيطين بمريض التوحد ملاحظة أنه يعاني من المشاكل السلوكية ومن أعراض تلك المشاكل:

  • تنمية عادات أو طقوس غريبة خاصة به.
  • استمرارية الحركة.
  • تعمد القيام بحركات متكررة مثل التلويح باليد أو الهزّ أو الدوران في دائرة واحدة.
  • يخرج الطفل عن شعوره ويصاب بنوبة من الهياج إذا ما حدث أي تغيير بسيط في عاداته الخاصة.
  • الاندهاش من أجزاء محددة في الأشياء مثل حركة دوران العجل في لعبته.
  • الحساسية المفرطة تجاه الصوت أو الضوء الشديد حتى وإن لم يكن يشعر بالألم.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف نسبة ذكاء طفلي

علاج التوحد

إن الحل مع مريض التوحد هل يتزوج أم لا مفروغ منه لأنه لا يمت لمشكلة العقم أو الضعف الجنسي بصلة، وجدير بالذكر أيضًا أن علاج التوحد لدى الأشخاص الكبار ليس أمرًا بسيطًا أو هينًا، لأن المرض يكون قد تأصل فيهم منذ الطفولة المبكرة، وعلاج التوحد منذ بدايته يتمثل في عدة طرق وهي:

1- العلاج الطبيعي

يتمثل العلاج الطبيعي في علاج الطفل من الناحية الجسدية لدعم تطوره وتحسين مهاراته الحركية، من خلال تعليم الطفل كيف يكون متحكمًا في حركة جسمه جيدًا.

2- العلاج الوظيفي

المقصود بالعلاج الوظيفي هو تعليم الطفل كل المهارات اليومية العادية التي تحتاج إلى حركات معينة ودقيقة، مثل كيفية استخدام أدوات الطعام للأكل وكيفية ارتداء الملابس ثم خلعها.

3 -العلاج الدوائي

يستخدم الأطباء في علاج التوحد لدى الأطفال بعض الأدوية التي تهدئ من انفعاله وانتهاجه للسلوك العدواني.

4- العلاج اللغوي

يعد العلاج اللغوي أو علاج النطق لدى الطفل المصاب بالتوحد هو أهم أنواع العلاج على الإطلاق، لكي يكون الطفل أكثر قدرة على التعبير عن كل شيء من حوله، ويصبح أكثر قدرة على وصف ما يشعر به.

5- العلاج السلوكي والتطبيق

يهدف هذا العلاج إلى تغيير السلوك المنهجي لدى الطفل، وذلك من خلال استخدام علم النفس السلوكي.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن طفلي حديث الولادة مريض

كيف يمكن التعامل مع الشخص المتوحد

عرفنا هل مريض التوحد يتزوج أم لا يتزوج، ويجب أن نعرف أيضًا كيف يمكننا أن نتعامل معه بشكل صحيح، يمكن أن تتلخص نصائح التعامل مع الشخص المتوحد في النقاط الآتية:

  • الصبر ثم الصبر في التعامل مع مريض التوحد.
  • إظهار الحب والمودة له وليس التعاطف.
  • عدم التعامل مع المتوحد على أنه شخص مريض.
  • تعليم التطفل المتوحد كيف يمكن له التعبير عن مشاعره ولكن دون أن يكون عنيفًا عدوانيًا.
  • عدم الاستهزاء بمشاعر الشخص المتوحد.

بعد معرفة هل مريض التوحد هل يتزوج أم لا يجدر بنا الإشارة إلى مدى أهمية تركيز الاهتمام على الطفل من صغره، للتدخل وإنقاذ الوضع ومنع الحالة من التطور إذا لاحظ الأهل أيًا من أعراض التوحد.

قد يعجبك أيضًا