مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول

مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول عظيمة وعديدة، فمرت الدولة العباسية بالعديد من العصور المختلفة، لكُل عصر مظاهر قوة وضعف ووهن، وكانت الدولة العباسية واحدة من أبرز الدول على مر العصور نتيجة سقوطها واسترجاع مكانتها مرة أخرى، ونظرًا لتضارب الأقاويل حول مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول، سنوضحها تفصيليًا من خلال موقع جربها.

مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول

تولى هارون الرشيد الخلافة بعد وفاة أخوه الكبير الخليفة الهادي تاركًا بلد امتدت من وسط آسيا وحتى المحيط الأطلسي، كان هارون وقت توليه الخلافة شاب لم يتعدى الخامسة والعشرين من عمره، وعلى الرغم من ذلك فكان هارون من أعظم الخلفاء العباسية، وكانت فترة خلافته من أفضل الفترات التي مرت على المسلمين خلال الخلافة العباسية، ويعود السبب لِما قدمه للأمة الإسلامية من إنجازات في كافة المجالات.

لذا من خلال ما يلي سنتعرف تفصيليًا على هذه الإنجازات ومظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول، والتي جاءت على النحو التالي:

  • كثرت أموال الدولة في عهده ويقول بعض المؤرخين أنه لم يصل أموال الخراج لهذا الرقم أبدًا إلا في خلافة هارون الرشيد، على الرغم من ذلك لم تُجمع تلك الأموال بالظلم ولم تُصرف إلا على الدولة وعلى الشعب.
  • كان يقوم بتشجيع رجال الدولة المسؤولين على تشييد القصور والمباني الجميلة كما أمر ببناء المساجد والأحواض وشجع على زراعة الأزهار الجميلة وشق الطرق التي تسمح للناس بالتنقل دون عناء.
  • من مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول تنمية الدولة بشكل سريع واتساع مساحتها كما زاد عدد سكانها حتى تعدى المليون نسمة.
  • في هذا العصر وخاصةً في عهد هارون اتسعت التجارة في بغداد حتى أصبحت مركزًا للتجارة، حينها تمكن من جلب البضائع من سائر الدول المجاورة مما أدى إلى كِبَر وتوسع التجارة في بغداد.
  • اهتم بالعلم والعلوم فأنشأ مكتبة بيت الحكمة وهي أعظم وأكبر مكتبة في العصور الوسطى كما أنها ضمت أكبر عدد من الكتب يمكن أن يُضَم في التاريخ فحفظ بتلك المكتبة أصول العلم والتاريخ الإسلامي لمدة طويلة جدًا.
  • مع اهتمام الخليفة بالعلم أصبحت بغداد مركز للعلم والعلماء وأصبحت المساجد دار عبادة ودار تعليم لأصول الدين والفقه الإسلامي وانتشر الفقهاء وأهل الدين والسنة في أرجاء البلاد لينشروا العلم بين الناس ولكيلا يبقى جاهل واحد في الدولة.

اقرأ أيضًا: أنواع الشعر في العصر العباسي

مظاهر الحياة الدينية في العصر العباسي الأول

بعد أن تعرفنا على مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول، فلنتعرف الآن على مظاهر الحياة الدينية في هذا العصر والتي تتركز في النقاط التالية:

  • حكم معظم الخلفاء في العصر العباسي الأول بالعدل حيث أنشأ الخليفة المنصور أول نظام قضائي في الدولة الإسلامية وبذلك حفظ حقوق الناس استقرت المذاهب الفقهية وتوحد النظام القضائي.
  • اهتم الكثير من خلفاء هذا العصر بالثقافة الدينية والشريعة الإسلامية فانتشر العلماء والفقهاء في أنحاء البلاد ليعلموا الناس أمور دينهم ولكي ينشروا تعاليم السنة النبوية الصحيحة كما استطاعوا النهوض بعلم البيان واللغة وعلم البلاغة وعلوم القرآن الكريم.
  • كثرت حلقات العلم في هذا العصر واهتمت حلقات العلم التي تقام داخل المساجد بدراسة علوم الشريعة الإسلامية مما ساهم في خروج الكثير من العلماء في هذا القرن.
  • بسبب اهتمام العلماء بنشر عوامل النضج في الفكر الإسلامي والذي حدث في تلك الفترة أدى ذلك إلى قدوم الكثير من الأديان ليعلنوا إسلامهم مما ساهم ذلك في توسيع الدولة الإسلامية.
  • من أكبر عوامل ازدهار العصر العباسي الأول هو ظهور المذاهب الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والتي ساهمت في توضيح الكثير من أحكام الشريعة، وتفسير اجتهادات التابعين كما وضحت أحكام القرآن التي ربما لم تكن واضحة من قبل ولكن كل مذهب بطريقته ولكن باتباع السنة النبوية الصحيحة.

مظاهر الحياة الفكرية والثقافية في العصر العباسي الأول

في نطاق ذكرنا لمظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول والتي كانت مُذهلة ولم تتكرر خلال باقي العصور بعد انتهاء خلافة هارون الرشيد، يجدر بنا ذكر أيضًا المظاهر الثقافية في هذا العصر، والذي تشكل على النحو الآتي:

  • كان العصر العباسي الأول عصرًا ذهبيًا بسبب النهضة الفكرية والثقافية التي حدثت خلاله والتي أدت لخروج الكثير من العلماء والأدباء.
  • بسبب انتشار حلقات العلم نشأت حياة ثقافية مميزة خلال تلك الفترة وأدت إلى ظهور العديد من العلماء والأساتذة الذين ساعدوا على توسيع تلك الحياة الثقافية أكثر.
  • كان العصر العباسي الأول والذي يدعى بالعصر العباسي الذهبي يتسم بالنمو الذي حدث في الأدب وانتشر بين طلاب العلم دراسة العلوم المختلفة واهتموا بدراسة الآثار والتراث القديم.
  • شهد العصر الأول من الدولة العباسية ميلاد رجل يدعى بالجاحظ والذي هو أحد أكبر أعلام الكتابة الذي تمكن من ترك بصمته الخاصة على كلٍ من علم الكتابة والتأليف وعلم الأدب وعلم الاجتماع، فترك بذلك بصمة قوية علّمت في الميادين الثقافية لفترة طويلة.

اقرأ أيضًا: مظاهر التجديد في العصر العباسي

الدولة العباسية

خرج العباسيون من بغداد ونسبوا اسمهم إلى العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وادعوا أنهم من سلالة أهل الدار وانهم أحق بالخلافة من بني أمية، واستخدموا تلك الحجة ليحدثوا انقلاب على الدولة الأموية وبدأوا في مطاردة كل الأمراء الأمويين في سائر البلدان التي قابلتهم منذ انطلاقهم من بغداد وحتى دمشق عاصمة الدولة الأموية فقتلوا منهم من قتلوا وتمكن عدد ضئيل جدًا من الهرب منهم.

بذلك سقطت الدولة الأموية بعد مقتل الخليفة الأموي الأخير مروان بن محمد وقامت الدولة العباسية على يد أبو العباس الذي عُرف بالسفاح لِما فعله في الأمويين في جميع أنحاء الدولة الإسلامية كما ساعده على ذلك أخوه أبو جعفر المنصور واتخذت الخلافة العباسية مدينة بغداد عاصمة لها.

العصر العباسي الأول

  • ذُكر في التاريخ لكل دولة فترة قوة وعزة وفترة ضعف ووهن، تمامًا كالدولة العباسية التي انقسمت بين فترات عزة وقوة للمسلمين وفترات ضعف وانكسار فقسم المؤرخين الخلافة العباسية إلى العصر العباسي الأول والعصر العباسي الثاني.
  • بدأ العصر العباسي الأول بمبايعة الناس لأبو العباس السفاح ليكون خليفة للمسلمين وعلى الرغم من قيام الدولة العباسية على الدم وعلى أنقاض الدولة الأموية إلا أن العصر العباسي الأول عُرف في التاريخ بالعصر الذهبي للخلافة العباسية لِما حدث فيه من ازدهار للحياة السياسية والثقافية والفكرية وأيضًا الاجتماعية، ولِما قدمه الخلفاء العباسيين لهذا العصر من إنجازات بقيت خالدة في التاريخ حتى يومنا هذا.

اقرأ أيضًا: بحث مختصر عن العصر العباسي

خلفاء العصر العباسي الأول

بعدما ذكرنا مظاهر النمو والتطور في كافة المجالات ومظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول يجدر بنا الإشارة لِمن كان لهم الفضل في هذه التطورات، على الرغم من بداية الخلافة العباسية على يد الخليفة أبو العباس السفاح والذي بنى دولته على دم الأمويين إلا إن عصر الازدهار او ما يسمى بالعصر الذهبي للدولة العثمانية بدأ فورًا بداية مما تلاه من الخلفاء كما سنذكرهم بالترتيب فيما يلي:

  • الخليفة أبو جعفر المنصور كان أخًا لأبو العباس السفاح وحكم من فترة 136 هجرية حتى سنة 158 هجرية وكان المشترك مع الخليفة أبو العباس في المذبحة التي قامت على بني أمية
  • جاء بعده الخليفة المهدي وتولى الخلافة بداية من عام 158 هجرية وحتى عام 169 هجرية.
  • ثم تولي الحكم الخليفة الهادي وهو الأخ الأكبر للخليفة العظيم هارون الرشيد وحكم من بعد موت الخليفة المهدي وحتى 170 هجرية.
  • الخليفة الرابع هو الخليفة العظيم هارون الرشيد الذي ذكرنا ما قدمه لدولة الإسلام فيما سبق وحكم هارون الرشيد من عام 170 هجرية وحتى عام 193 هجرية.
  • ثم جاء الخليفة الأمين وحكم حتى عام 198 هجرية.
  • تولى الحكم بعده الخليفة المأمون والذي حكم أطول فترة بين خلفاء العصر العباسي الأول بعد فترة خلافة هارون الرشيد والتي استمرت ثلاثة وعشرين عام بينما استمرت خلافة الخليفة المأمون عشرون عام.
  • بعد وفاة المأمون جاء الخليفة المعتصم وحكم من عام 218 وحتى 227 هجرية.
  • آخر خلفاء العصر الذهبي كان الخليفة الواثق والذي حكم حتى عام 232 هجرية وهو عام انتهاء العصر الأول من الدولة العباسية.

لكل دولة فترة قوة وفترة ضعف وفترة صلاح وفترة فساد لذا لا يجب الحكم على أي دولة كانت من تاريخ أحد حكامها ودراسة تاريخ الدول بتأني قبل إصدار حكم شخصي على الدولة أو على حكامها.

قد يعجبك أيضًا