حديث شريف يحث على بر الوالدين

حديث شريف يحث على بر الوالدين يعلمنا عن أهميتهم الكبرى لنا بالحياة، فالوالدين هم الركن الأساسي، وفقدانهما يعني خسارة الحياة والروح والشعور بالموت على الرغم من الحياة، فالأب هو القدوة الحسنة لأبنائه، والأم هي ملجأ الدفء والحنان، لذلك نعرض لكم حديث شريف يحث على بر الوالدين عبر موقع جربها.

حديث شريف يحث على بر الوالدين

أمرنا الدين الإسلامي ببر الوالدين وأهميته الكبرى لنا في الدنيا والآخرة، فمخالفتهما تعني العقوق ذو العقاب الكبير عند الله تعالى، إلى جانب ذلك فقد ذكر الرسول –صلى الله عليه وسلم- في العديد من أحاديثه الشريفة فضل بر الوالدين ومكانتهم العالية.

بناءً على ذلك نعرض لكم حديث شريف يحث على بر الوالدين في الفقرات الآتية:

1- حديث عن أحب الأعمال على الله

كان يحرص الصحابة رضوان الله عليهم دائمًا الحصول على رضا الله تعالى عنهم وحبه، لذلك سألوا النبي الكريم عن طريق القيام بذلك، فكانت إجاباته تختلف من كل فرد لآخر على أساس حياته وحاله والأنفع منها له، لذلك في الحديث الذي سنعرضه قد سأله عبد الله بن مسعود عن أحب الأعمال إلى الله تعالى والتي منها بر الوالدين فالقصة نعرضها فيما يلي:” سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي” رواه عبد الله بن مسعود.

اقرأ أيضًا: حقوق للأبناء على الوالدين في الإسلام

2- حديث شريف عن الأم

الأم هي موضع الكرم والبر، فهي أهم رموز التضحية والنقاء والطهر، والأصل العظيم الذي يتشرف به الأبناء، بالإضافة إلى أنها من أحق الناس بالصحبة ومن بعدها الأب بالبر، ففي ذلك الحديث الذي سنعرضه يرويه أبو هريرة حيث سأل النبي –صلى الله عليه وسلم- رجلًا عن أهم من يجب منحهم البر والإحسان، فقال له الرسول الكريم الأم وقد كررها ثلاثة مرات ثم ذكر الأب، وذلك للتأكيد على أهمية الإحسان إليها بالمعاملة وفضلها الكبير عن بقية أفراد العائلة دون استثناء.

جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ” رواه أبو هريرة.

3- حديث شريف عن ثواب بر الوالدين

تحدث الرسول –صلى الله عليه وسلم- دائمًا على كيفية الحصول على البر، والترغيب فيه وتقريب الناس منه، حيث ذكر أهمية من يصلي عليه –عليه الصلاة والسلام-، وأهمية إدراك شهر رمضان التي يخسر الغافل عنها الثواب والمغفرة، مع أهمية البر الوالدين اللذان يدخلان الشخص الجنة ونيل ثواب الله تعالى.

فقال الرسول –صلى الله عليه وسلم-:” رغِمَ أَنفُ رجلٍ ذُكِرتُ عندَهُ فلم يصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ، ورغمَ أنفُ رجلٍ أدرَكَ عندَهُ أبواهُ الكبرَ فلم يُدْخِلاهُ الجنَّةَ” رواه أبو هريرة.

4- حديث عن السيدة عائشة

حث الرسول –عليه الصلاة والسلام- دائمًا الناس على مكارم الأخلاق، إلى جانب ذكر الحسن بالآخرة، ومن أبرزها بر الوالدين، فالله تعالى قد جعله من عبادته، فيقول النبي الكريم:” نمتُ فرأيتُني في الجنَّةِ فسَمِعْتُ صوتَ قارئٍ يقرأُ فقُلتُ مَن هذا فقالوا: هذا حارثةُ بنُ النُّعمانِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ كذلكَ البِرُّ كذلكَ البِرُّ وَكانَ أبرَّ النَّاسِ بأمِّهِ” روته عائشة –رضي الله عنها.

اقرأ أيضًا: كلمات مؤثرة عن بر الوالدين

فضل بر الوالدين بالإسلام

بعد ذكر الأحاديث الشريفة التي تحث على بر الوالدين، فإن المسلم الذي يحصل على فضل البر بالوالدين في الدنيا، فله الأجر العظيم عند الله تعالى، لذلك نذكر فضله الكبير على المؤمن في النقاط الآتية:

  • الإعلاء من الشأن في الدنيا والطيب من ذكره بين الناس.
  • يبارك الله عز وجل في عمر ورزق الإنسان، مع الرزق بالتوفيق في الحياة.
  • التكفير عن السيئات ومضاعفة الحسنات ونيل رضا الله تعالى، ودخول جنته بإذنه، والنجاة من النار؛ لأن ببرهما ورضاهما سيحصل على العبد على أجر الجهاد بسبيل الله تعالى.
  • بر الوالدين في المكانة الثانية بالأهمية بعد الصلاة، ومن بعده الجهاد في سبيل الله، وبالتالي الدليل القاطع على أهمية تلك العبادة العظيمة.
  • البر من كمال الإيمان عند المسلم، وهو من أحب الأعمال إلى الله تعالى، ومن أسباب راحة البال وانشراح الصدر والنور بالآخرة والدنيا.
  • هو من أسباب مغفرة الذنوب.
  • تفريج الهم والكرب وقبول الدعاء.

كيفية الإحسان إلى الوالدين

عندما يعلم العبد بالثواب والأجر الكبير من بر الوالدين، فلا يعلم كيف يقوم بذلك ليوفي حقهما، لذلك نقضي على تلك الحيرة ونضعه على الطريق الصحيح لما نذكره في لذلك الآتية:

1- البر باللسان

في ذلك الأمر يجب أن تقول لهم الكلام الطيب، وتجنب الكلام الفاحش والألفاظ السيئة والسب أو الشتم، فيجب منادتهما بأحب الأسماء إليهم، ولا التكلم بحضورهما إلا بعد الاستئذان أو عند الحاجة، وإن تم ذلك فيجب أن يكون الحديث في لين وخشوع، ويظهر ذلك في قول الله تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [سورة الإسراء الآية 23].

2- البر بالعمل

يتم ذلك من خلال مصاحبتهما والإنفاق عليهما إن كانا فقراء، والتيسير من أمورهم، فلا يجوز خروج الابن للسفر إلا بعد أخذ الإذن منهم، بالإضافة إلى وجوب طاعتهما وقضاء حاجتهم وإسكانهم.

كما يجب الإحسان لهما والترحم عليهم بعد الوفاة؛ لأن البر يستمر إلى بعد وفاتهما، وذلك عبر الاستغفار والدعاء لهما باستمرار.

3- طرق أخرى لبر الوالدين

توجد العديد من الطرق التي تجعلنا بارين بوالدينا محسنين لهم لنيل ثواب الدنيا والآخرة، ونذكرها في النقاط الآتية:

  • الاستماع إليهما بشكل حسن، والتفاعل معهم بالكلام المناسب ومنحهم الاهتمام خلال الحديث.
  • مشاورتهم في أمور الحياة الخاصة بك.
  • الاتصال الدائم بهم إن كنت قليل الزيارات، فذلك من مظاهر الود والاحترام، كما أن التكنولوجيا الحديثة أتاحت لك بكل سهولة.
  • إجابة سؤالهما دون تراخي.
  • المدح الدائم لهم وذكر فضائلهم؛ لأن خلال حياتهم يقدمون الكثير من الفضل إلى الأبناء دون الحصول على مقابل، ففقط احترامنا وإحساننا أقل ما يمكننا أن نقدمه لهم.
  • التصدق عنهما عبر بناء المساجد أو حفر الآبار أو طبع المصاحف باسمهم.
  • الدعاء الدائم لهم بالرحمة والمغفرة في المحيا والممات، وأن تتيسر أمورهم ويرزقهم حسن الخاتمة وجنات الخلد.
  • الصلة بأقاربهم وأصدقائهم بعد الممات، مع إكرامهم والاستوصاء بهم خيرًا.
  • تأدية العبادات عنهم بعد الوفاة، مثل: قضاء الصيام أو الحج.

اقرأ أيضًا: دعاء للام والاب المتوفين وفضل الدعاء لهما

عقوبة عقوق الوالدين بالإسلام

يعد عقوق الوالدين من الكبائر الكبرى، فحذر الله تعالى من القيام بذلك، إلى جانب الأحاديث النبوية الشريفة التي نفت عقوق الوالدين ولو بشق كلمة، حيث قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-:” أكْبَرُ الكَبَائِرِ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وقَوْلُ الزُّورِ، – أوْ قالَ: وشَهَادَةُ الزُّورِ” رواه أنس بن مالك.

إن بر الوالدين من أهم الأمور التي يجب على المسلم القيام بها لما لها من ثواب بالدنيا والآخرة، فقد ورد فضل ذلك بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحث على بر الوالدين.

قد يعجبك أيضًا