دعاء كثرة التفكير والقلق

يعد دعاء كثرة التفكير والقلق واحدًا من العلاجات الروحانية التي تساعد الإنسان كثيرًا في التخلص من الهموم والشعور الدائم بالحزن، نتيجة لمصاعب الحياة والمواقف اليومية التي نمر بها جميعًا فلكل نفس همومها التي لا يعلم بها إلا الله فقط، لذا سوف نعرض من خلال موقع جربها أفضل دعاء يريح الإنسان من الشعور الدائم بالتوتر والقلق.

دعاء كثرة التفكير والقلق

جميعنا يمر بمصاعب ومشقات في الحياة كل يوم، ونتيجة للتراكمات والضغوطات المادية والمعنوية والجسدية يصاب الإنسان بحالة من انعدام الراحة والقلق والخوف والتوتر الزائد حيال كل شيء وخاصةً حينما يفكر فيما ينتظره بالغد.

إن الإنسان يدرك جيدًا أنه مهما حاول أن يصف ما يشعر به، ومهما حاول أن يعبر عنه سوف يبقى التعبير مهما كان دقيقًا سطحي جدًا لا يؤدي للشعور حقه، ولا أحد يمكنه أن يدرك ذلك ويشعر به حتى من دون كلام هو الله تعالى، فيرفع يده إليه مرددًا دعاء كثرة التفكير والقلق.
“اللَّهُمَّ إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيِّ حكمك عدلٌ فيِّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حُزني، وذهاب همِّي”
سوف يبقى هذا الدعاء بالذات أهم ما يصنف ضمن دعاء كثرة التفكير والقلق، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان كلما ضاق صدره وأنهكته الحياة دعا ربه به فكشف عنه ما به من حزن وخوف.
“اللَّهُمَّ إني أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري وتصلح أمري وتطهر قلبي وتغفر ذنبي وتُحصِّن فرجي وتُنوِّر قلبي وتغفر ذنبي وأسألك الدرجات العلى من الجنة”
إن دعاء كثرة التفكير والقلق من شأنه أن يهدئ من روع الإنسان ويخلصه مما يعانيه من أفكار سلبية، وخوف مما تحمله له الأيام وكل ما يمر به في حياته اليومية، فيصبح بعدها أكثر قوة وقدرة على التحمل والوقوف لمواصلة السير.
(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) [سورة الأنبياء، الآيات رقم 87، 88]
لا يجب أن يعجب الإنسان من قدرة دعاء كثرة التفكير والقلق على تخليصه مما هو فيه، أوليس الذي نجى عبده يونس عليه السلام من بطن الحوت، قادر على أن يريحه من كثرة الفكر والخوف ويخلصه من مشاعر التوتر المسيطرة عليه.

اقرأ أيضًا: هل التفكير الزائد مرض نفسي

أدعية الأنبياء من القرآن لراحة النفس

إذا ورد ذكر دعاء كثرة التفكير والقلق فإن القرآن الكريم يزخر بأدعية الأنبياء التي كانوا ينادون بها ربهم، لكي يكشف عنهم ما يعانون منه من ضر وحزن وألم وابتلاءات مختلفة.
“اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ
إن هذا الدعاء الجميل أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته السيدة فاطمة الزهراء أن تدعو الله به كلما ضاقت نفسها أو ضاقت عليه الدنيا، وهذا الدعاء موصى به ضمن دعاء كثرة التفكير والقلق، فإن أغلب من يعاني كثرة التفكير واشتداد مشاعر القلق وسيطرتها عليه، يكون السبب في ذلك سوء الحالة المادية وضيق العيش.
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مََسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ)
[سورة الأنبياء، الآية رقم 83]

إن سيدنا أيوب عليه السلام كان من أكثر خلق الله ابتلاءً، فقد ابتلاه ربه بفقدان صحته وماله وملكه، إلا أنه حينما دعا ربه وطلب منه أن يكشف عنه ما هو فيه استجاب له ونجاه مما هو فيه.
 (قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة آل عمران، الآيات 26، 27]
إن لهذا الدعاء بالتحديد مفعول السحر على الحالة النفسية المؤرقة التي يمر بها الإنسان في حياته، أي كان سبب الحزن والهم وكثرة التفكير والإحساس بالقلق، فإن الله يخفف عن عبده ويريح قلبه وينجي نفسه من الغم الذي تعاني منه، فهو دعاء كثرة التفكير والقلق المستمر وعلاجًا له.

اقرأ أيضًا: نصائح للتخلص من التفكير المفرط

أسباب كثرة التفكير والقلق

لا شك أن كل دعاء كثرة التفكير والقلق من شأنه أن يخفف عن الإنسان ما يمر به من صعاب وشدائد، إلا أنه لا يمكن إنكار دور المجهود الذاتي والعلاج النفسي في مثل هذه المشاكل، ويبدأ علاج المشكلة من إدراك سببها للعمل على علاجه، ويمكن تلخيص العوامل المؤدية لسيطرة التوتر على حياة الإنسان في النقاط الآتية:

  • التعرض إلى الأذى والخذل من الأشخاص المقربين كالأهل أو الأصدقاء.
  • كثرة الضغوطات والتراكمات النفسية.
  • العجز عن تخطي أحداث الماضي بكل آلامها وأحزانها.
  • تكرار المحاولات لتحقيق شيء معين والفشل فيها.
  • التعرض لصدمة عاطفية مؤلمة.
  • زيادة وقت الفراغ والوحدة.

بعد التعرف إلى سبب المشكلة المؤدية إلى كثرة التفكير والشعور بالقلق المستمر، يمكن العمل والاجتهاد من أجل علاج ذلك من خلال الالتزام بالآتي:

  • تجنب التعرض للضغط الزائد أثناء العمل اليومي.
  • الانسحاب من جلسة الأشخاص المزعجين أو المواقف المؤرقة.
  • حسم القرارات بشكل سريع، وعدم التوقف عند عتبة الأمور كثيرًا، لأن هذا يفسح المجال للغوص في موجة التفكير الزائد.
  • التيقن من أن التفكير الزائد يولد القلق ويطفئ بريق الحياة، لكي يسهل التخلص منه.
  • التوقف عن لوم النفس وتأنيب الضمير عمدًا على أخطاء وذنوب الماضي، وإدراك حقيقة أن الحياة مدرسة نتلقى فيها دروسًا عملية حتى تنتهي حياتنا.
  • ممارسة تمرين التنفس العميق، فهي تحد من التفكير الزائد.
  • عدم قضاء وقت طويل أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية بكافة أنواعها.
  • الحرص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
  • تخصيص وقت محدد خلال اليوم لكي يتم استغلاله في التفكير بحلول للمشاكل التي يمر بها الشخص في حياته شرط ألا يزيد هذا الوقت كثيرًا.
  • تذكر المواقف والأوقات الإيجابية باستمرار.
  • العمد إلى تشتيت الانتباه وعدم تركيز الذهب عند الدخول في نوبة من التفكير العميق بالمشاكل.
  • المقاومة المستمرة للأفكار السلبية التي تخلق حالة من التوتر.
  • تجنب التعامل أو الالتقاء بالأشخاص السلبيين.
  • شغل الوقت بصفة مستمرة، والحرص على ألا يكون هناك الكثير من وقت الفراغ لأنه يؤدي إلى كثرة التفكير بشكل سلبي.
  • ممارسة التمارين التي تعمل على علاج الحالة النفسية والتخلص من التوتر مثل اليوجا وتمارين التنفس.
  • عدم تتبع الأخبار السيئة أو التي تثير الحزن وكثرة التفكير بشكل سلبي، مثل متابعة أخبار الحبيب السابق أو أخبار الحروب الدولية.
  • الحرص على التواصل المباشر مع الأصدقاء والعائلة بدلًا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
  • الاهتمام بنظافة الجسم والعناية الشخصية.
  • تنظيم مواعيد اليوم من حيث العمل والراحة.
  • حظر تعاطي المواد المخدرة أو تناول المشروبات الكحولية.
  • الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي.

اقرأ أيضًا: هل وسواس الموت ابتلاء من الله

إذا ما نادى الإنسان ربه مرددًا دعاء كثرة التفكير والقلق، فإن الله لا يرده خائبًا ويهدي إليه الأمر، ويرشده إلى ما يجب أن يفعله لكي ترتاح نفسه ويطمئن قلبه.

قد يعجبك أيضًا