تاريخ أوروبا في العصور الوسطى وأهم عوامل سقوط العصر الإقطاعي

تاريخ أوروبا في العصور الوسطى يعتبر واحد من أهم العصور التاريخية المؤثرة في تاريخ أوروبا والعالم، وتمتد فترة العصور الوسطى بين القرنين، الخامس الميلادي، والحادي عشر الميلادي، وهي مرحلة تاريخية أسماها بعض المؤرخين بالعصر المظلم، وللتعرف على تاريخ أوروبا في العصور الوسطى يمكنكم متابعة مقالنا عبر موقع جربها.

تاريخ أوروبا في العصور الوسطى

تاريخ أوروبا في العصور الوسطى

  • تعتبر هذه الفترة التاريخية أحد أسوء الفترات التاريخية التي مرت على أوروبا، فقد انتشر في هذه الفترة التفكير الخرافي، وتراجعت فيه المستويات الثقافية للشعب الأوروبي.
  • وازدادت المعتقدات المعتمدة على الأساطير والخيالات، وكانت أوروبا في الآونة السابقة لهذه العصور المظلمة تابعة للإمبراطورية الرومانية المعروفة بقوتها.
  • ودخلت أوروبا هذا العصر المظلم بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية التي كانت تحكم الكثير من البلدان في الشرق والغرب، والتي لم يُعرف تاريخ محدد لسقوطها.

ومن هنا سنتعرف على: ما هي عاصمة لبنان وأبرز المعالم السياحية وأشهر الساحات والشوارع

انهيار الإمبراطورية الرومانية

  • إن الحضارات شأنها شأن الإنسان تمر بفترة قوة وريعان شباب ثم تضعف في شيخوخة ثم تؤول إلى الزوال.
  • فبعدما كانت الإمبراطورية الرومانية أعظم حضارة على وجه الأرض في هذه الفترة التاريخية فقد ضعفت وانهارت تمامًا.
  • وكان بداية انهيار هذه الإمبراطورية العظيمة على يد قبائل الجرمانية وغزوات الأمازيغ ضدها، وقد تأثرت أوروبا بالحضارة الرومانية خلال العصور الوسطى، ولكن كان لهذه الفترة التاريخية سمات مختلفة عن أي مرحلة سابقة أو لاحقة.

غزوات القبائل الجرمانية

  • استطاعت القبائل الجرمانية غزو الإمبراطورية الرومانية ونجحت في هدم الكثير من دعائمها، واحتلت القبائل الجرمانية الأجزاء الشمالية من الإمبراطورية.
  • وفي التوقيت نفسه كانت إيطاليا وأسبانيا قد وقت في يد القوط، واستولى السكسون على بريطانيا، كما استطاع الفرانكيون السيطرة على فرنسا.
  • وبهذه الطريقة سقطت الإمبراطورية بعد تقسيم ممالكها إلى إقطاعيات كبيرة، وتم تسمية هذه الأراضي الكبيرة باسم الضياع، وبعد هذا السقوط للإمبراطورية دخلت أوروبا عصرها المظلم.

ويمكن التعرف على: ما هو كتاب شمس المعارف؟ وأسباب تحريمه عند المسلمين

العصر الإقطاعي

بعد تقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى إقطاعيات كبيرة سيطر على هذه الأراضي مجموعة من الأغنياء والحكام وأصحاب السلطة والنفوذ، وقام المستولين على الأراضي باستخدام الفلاحين لزراعة هذه الأراضي واستصلاحها بأجور زهيدة، ومن هنا ظهر في أوروبا النظام الإقطاعي الذي كان له أثر بالغ في تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، ويمكن تلخيص أهم خصائص العصر الإقطاعي في النقاط التالية:

  • تسبب هذا النظام في تقسيم المجتمع الأوروبي إلى ثلاث طبقات؛ طبقة الإقطاعيين أصحاب الأراضي، وطبقة رجال الدين المستفيدين من هذا النظام، أخيرًا طبقة الفلاحين أو العبيد الفقراء الذين يعملون بأجور زهيدة أو بالسخرة أحيانًا.
  • مارس الإقطاعيين أبشع أساليب الظلم ضد الفلاحين وأجبروهم على العمل بدون استفادة واستعبدوهم لصالح خدمة الأراضي.
  • أدى الظلم الواقع على الفلاحين إلى تمردهم على السادة ومحاولة إعلان الحرب ضدهم، كما هرب الكثير من الفلاحين إلى المدن البعيدة حتى يتخلصوا من ظلم ساداتهم، مما أدى إلى الكثير من التفكك في البلاد.

أهم عوامل سقوط العصر الإقطاعي

تاريخ أوروبا في العصور الوسطى

هناك عدة عوامل أدت إلى سقوط النظام الإقطاعي في تاريخ أوروبا في العصور الوسطى؛ وتختلف هذه العوامل فيما بينها؛ فمنها عوامل داخلية وعوامل خارجية، كما أن هناك عوامل مباشرة وعوامل أخرى غير مباشرة أدت إلى هذا السقوط، ويمكن تلخيص أهم هذه العوامل والأسباب في النقاط التالية:

  • قامت الكثير من النزاعات بين السادة الإقطاعيين أصحاب الأراضي وبعضهم، وتعمد بعضهم إحراق وتدمير الأراضي الخاصة بأعدائه مما أدى في النهاية إلى تلف المحاصيل وتبوير الأراضي، وتشتت شمل أصحاب النفوذ مما أدى بهم للضعف.
  • كثرة الاحتكاك بين العالم الشرقي والعالم غربي وخاصة بعد قيام الحروب الصليبية مما أدى لانشغال الكثير عن الأراضي.
  • زيادة التجارة بين الشرق والغرب وتوسع الرحلات التجارية أدى إلى اشتغال البعض بالتجارة بدلًا من الزراعة، وأصبح هذا التوسع بداية لإقامة المدن ونشأتها بعيدًا عن الإقطاعيات الزراعية.
  • ظهور طبقة أخرى من التجار والصناع بعد ظهور المدن إلى هرب الكثير من الفلاحين الذين كانوا مستعبدين في هذه الأراضي والاشتغال بهذه المهن.
  • ظهور البارود أدى إلى ضعف مكانة فرسان الإقطاعين حيث لن يستطع الفارس الصمود أمام البارود، وقام الحكام باستخدام هذه الوسائل الحديثة لحروب الأمراء الإقطاعيين والاستيلاء على مقدراتهم، وأدت كل هذه الأسباب إلى ضعف ثم انهيار النظام الإقطاعي.

ولا يفوتكم قراءة موضوع: بحث مختصر عن العصر العباسي وكيف نشأت ومراحل تطورها

عصر سيطرة الكنيسة

عند بداية ضعف الإقطاعيين كان قد بدأت الكنيسة في زيادة قوتها حيث تم تنصير الأمازيغ مما زاد عدد من يحتكمون إلى الكنيسة، وكان الأوربيون في هذه الفترة ليس لهم ولاء لحاكم واحد يجمعهم، فأصبحت الكنيسة هي المسيطرة، وبرزت قوة الكنيسة في عدة عناصر:

  • ازداد نشاط القساوسة ورجال الدين المسيحي في نشر الدين المسيحي في كافة أرجاء أوروبا ليزيد عدد المتجمعين تحت رايتها.
  • استطاعت الكنيسة امتلاك الكثير من الأراضي وجمع الكثير من الضرائب لصالحها، وقامت ببناء الأديرة والمدارس الدينية والمستشفيات الخاصة بها.
  • عندما قام الفرنكيون بالاستيلاء على فرنسا لم تفقد الكنيسة سلطتها بل قام الحاكم شارلمان بحماية رجال الكنيسة واهتم بالمدارس الدينية.
  • لجأ الناس إلى الكنيسة لتخلصهم من الإقطاعيين بعدما ظهرت مساوئهم أكثر وأخذوا في الضعف أكثر، واستطاعت الكنيسة التصدي للفرسان الذين استخدمهم الإقطاعيين مما أكسبها المزيد من القوة والسيطرة على الشعب.
  • أصبحت الكنيسة هي اللواء الوحيد الذي يجتمع تحته الأوربيين، وأصبح رجل الكنيسة هو صاحب السلطة المطلقة، وبدأت الكنيسة في تشريع قوانين البلاد.
  • عاشت أوروبا تحت حكم الكنيسة في ظل قوانينها الدينية سنين طويلة كان فيها الشعب تحت السيطرة التامة للقساوسة.
  • عندما بدأت تشري الفساد في الأديرة وأصبحت القوانين جائرة، قام البعض بالتمرد على تعاليم البابا؛ وذلك بعد أن ظهر بعض المصلحين الدينين الذين يدعون لاحترام الإنسان ويطالبون بإصلاح الكنيسة الكاثوليكية.
  • بسبب هذه الفترة وهذه الدعوات ورفض الكنيسة الاستجابة لها والتنكيل بالداعيين لها، عاشت أوروبا صراع ديني مرير طويل خسرت فيه الكثير من الأرواح.

كما يرشح لكم موقع جربها الاطلاع على: ما هي عاصمة لبنان وأبرز المعالم السياحية وأشهر الساحات والشوارع

الحروب الصليبية

من أبرز الأحداث في تاريخ أوروبا في العصور الوسطى هو الحروب الصليبية، وأثرت الحروب الصليبية بشكل كبير جدًا في أوروبا في هذه الفترة وغيرت شكلها الاجتماعي والسياسي وما زال يمتد أثر هذه الحروب إلى وقتنا هذا، ومن أهم تأثيرات هذه الحروب على تاريخ أوروبا:

  • تسببت الحروب الصليبية في زيادة ضعف النظام الإقطاعي ومن ثم انهياره؛ وذلك من خلال هجرة الكثير من فلاحين الأراضي إلى الحرب هربًا من عبوديتهم وظلمهم على يد السادة.
  • هاجر العديد من النبلاء والأشراف إلى الشرق للالتحاق بالجيش الصليبي؛ وذلك في ضوء بحثهم عن الشهرة وعن المزيد من المكاسب المادية.
  • أدت إلى الكثير من التناحرات بين الحكام الأوربيين.
  • أثرت بشكل كبير على النظام الاقتصادي والاجتماعي والديني في أوروبا.

وللمزيد من الإفادة قم بالتعرف على: أكبر مدينة من حيث عدد السكان في سويسرا ما هي؟

ملخص المقال في 9 نقاط

  1. يعتبر تاريخ أوروبا في العصور الوسطى أحد أبرز الفترات التاريخية التي مرت بها أوروبا.
  2. شهدت الفترة بين القرن الخامس الميلادي والحادي عشر الميلادي الكثير من التغيرات في أوروبا.
  3. تعد العصور الوسطى أحد أسوء العصور الأوربية ولكن لها أثر بالغ في رغبة الشعب في الإصلاح.
  4. أدت الغزوات الجرمانية إلى سقوط الإمبراطورية الرومانية ومن ثم بدأ العصور المظلمة.
  5. استغل أصحاب النفوذ سقوط الإمبراطورية الرومانية واستولوا على أراضيها وأقاموا الإقطاعيات.
  6. سقط النظام الإقطاعي بسبب كثرة التناحر بين الإقطاعيين، وبسبب هروب الفلاحين من ظلمهم.
  7. استطاعت الكنيسة فرض سيطرتها التامة على أوروبا لسنوات طويلة.
  8. عانت أوروبا من حروب دينية طويلة نتيجة لحكم الكنيسة.
  9. تسببت الحروب الصليبية في الكثير من التغيرات على النظم الاقتصادية في أوروبا.
قد يعجبك أيضًا