حديث رواه جمع عن جمع

حديث رواه جمع عن جمع يتكون من ستة حروف، فذلك السؤال من الألغاز التي يكون هناك حيرة في معناها، فهو من الأحاديث التي تكرر روايتها من الرسول –صلى الله عليه وسلم- إلى الصحابة والتابعين، ولكنه يكون صحيحًا مثبتًا، فهو روي عن جماعة من الناس لا يمكنهم الجمع على أمر كاذب، لذا نعرض الحديث المروي من جمع عن جمع عبر موقع جربها.

حديث رواه جمع عن جمع

الأحاديث النبوية الشريفة هي كل ما ورد على لسان الرسول –صلى الله عليه وسلم- من فعل أو قول او تقرير، وهي هامة لدى كافة المسلمين ولا يمكن لأي إنسان التحريف بها أو الزيادة عنها لأنها المصدر الثاني لمنهج الإسلام بعد القرآن الكريم.

أما عن حديث رواه جمع عن جمع فهو متواتر، ويطلق ذلك المصطلح على الأحاديث الصحيحة المثبوتة التي على كافة المسلمين الأخذ بها دون التنقيب عما ورائها لأنها من أعلى درجات الحديث صحةً، وعُرفت بذلك الاسم بسبب نقلها عبر الحاصلين على العلم الصادق كما نقل من الإسناد الأول دون انقطاع.

فهو من الأحاديث التي يكون من الصعب الكذب بها بسبب روايته بواسطة جمع من الناس لا يمكن أن يكون جميعهم كاذبين، لذا فإن الأخذ به واجب على كافة المسلمين.

اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الحسد

ما هو الحديث المتواتر

استكمالًا لعرضنا حديث رواه جمع عن جمع، فإن التواتر لغةً يعرف بالتتابع، حيث يتم القول تواتر الناس أي جاءوا ملاحقين لبعضهم البعض، فتواتر الأنبياء يعني تخليف بعضهم بالدعوة.

في اصطلاح المحدثين فإن الحديث المتواتر هو الذي تم روايته من عدد كبير في جميع طبقاته ولا يمكن قط أن يتفقوا على الكذب، حيث تتم روايته من الإسناد الأول على الأخير دون انقطاع، وأن يكون متعلقًا بالحس، مثل أن يكون خبرهم المتواتر به أنهم رأوا أو سمعوا وغيرها من المسندات الحسية للأحاديث.

استنادً إلى ذلك الحديث المتواتر وشروطه الدقيقة فيتم أخذه في طريقة لا تقبل التردد، ففقط ما يقبل هو الجزم القاطع، فهو صادق مقبول صحيح لدى كافة أهل العلم.

فيما يتعلق بخبر التواتر بالأحاديث وشروطه الشديدة، فإنه لا يكون كذلك بسبب كثرة أحاديث الآحاد أي التي تم روايتها من شخص واحد، وحسب اختلاف شروط الأحاديث المتواترة.

من أبرز تلك الأحاديث هو قول النبي –صلى الله عليه وسلم:
نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ مقالتي، فبلَّغَها، فرُبَّ حاملِ فِقهٍ، غيرُ فَقيهٍ، وربَّ حاملِ فِقهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منهُ، ثلاثٌ لا يُغلُّ علَيهِنَّ قلبُ مؤمنٍ: إخلاصُ العملِ للَّهِ، والنَّصيحةُ لوُلاةِ المسلمينَ، ولزومُ جماعتِهِم، فإنَّ دَعوتَهُم، تُحيطُ مِن ورائِهِم رواه جبير بن مطعم.
كذلك الحديث الخاص عن رفع اليدين في الصلاة فقد جاء في رواية علي بن أبي طالب التي تم نقلها بواسطة البخاري ومسلم عن كيفية تأدية الرسول –صلى الله وسلم الصلاة فقال:
أنَّهُ كانَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ المَكْتوبةِ كبَّرَ ورفعَ يدَيهِ حذوَ مَنكِبيهِ ويصنعُ مثلَ ذلِكَ إذا قضى قراءتَهُ وإذا أرادَ أن يَركعَ ويصنعُهُ إذا رفعَ منَ الرُّكوعِ ولا يرفَعُ يدَيهِ في شيءٍ من صلاتِهِ وَهوَ قاعدٌ وإذا قامَ منَ السَّجدتينِ رفعَ يدَيهِ كذلِكَ وَكَبَّرَ ودعا. وزادَ فيه: ويقولُ عندَ انصرافِهِ منَ الصَّلاةِ اللَّهمَّ اغفر لي ما قدَّمتُ، وأخَّرتُ وما أسرَرتُ وأعلَنتُ أنتَ إلَهي لا إلَهَ إلَّا أنتَ“.

أنواع الحديث المتواتر

في صدد عرضنا حديث رواه جمع عن جمع، نعرض أقسام ذلك النوع من الحديث المتكون من ستة أحرف، وذلك في الفقرات الآتية:

1- الحديث المتواتر اللفظي

أي الحديث الذي يكون متواترًا باللفظ والمعنى، وتم تعريفه من قبل بعض المحدثين بنفس تعريف الحديث المتواتر، مثل حديث حوض الرسول –صلى الله عليه وسلم- الذي يقول به:
أنَّ حَوْضِي ما بين (عَدْنٍ) إلى (عُمانَ) أَكْوَابُهُ عَدَدُ النُّجُومِ ماؤُهُ أَشَدُّ بَياضًا مِنَ الثَّلْجِ وأَحْلَى مِنَ العَسَلِ وأكثرُ الناسِ وُرُودًا عليهِ فُقَرَاءُ المُهاجِرِينَ قُلْنا: يا رسولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنا؟ قال: شُعْثُ الرؤوسِ دُنْسُ الثِّيابِ، الذينَ لا يَنْكِحُونَ المُتَنَعِّماتِ ولا تُفْتَحُ لهُمُ السُّدَدُ، الذينَ يُعْطُونَ ما عليهم، ولا يُعْطَوْنَ ما لهُمْ
وبعض الأحاديث الأخرى التي تم التواتر بلفظها أي تم الحصول عليها من أكثر من سبيل وكانت في لفظ واحد أو متعدد، وكافة طبقاتها تم روايتها عبر عدد كثير.

ففي ذلك القسم يكون شرطًا تواتر الحديث في المعنى واللفظ بسبب دلالة اللفظ على المعنى، حيث إن الألفاظ إن اختلفت فإن جميعها دال على معنى واحد؛ لأن الألفاظ المختلفة لا تدل على الاختلاف الشاسع بالمعنى، ولكن جميعها ذاهب إلى معنى واحد.

2- الحديث المتواتر المعنوي

هو من الأحاديث المتواترة بالمعنى دون اللفظ، ومنها حديث رفع اليد للدعاء بالصلاة، فلا يوجد حديث متواتر دال على قيام الرسول –صلى الله عليه وسلم بذلك- إنما تم أخذه من بعض المواقف الدالة على ذلك.

فقد قال السيوطي بأنه تم الإثبات بأن النبي الكريم كان يرفع يديه بالدعاء في بعدة مواطن تتجوز السبعين، كما قيل مائة، مثل: رفع اليد عند الدعاء لأهل البقيع، ولصلاة الاستسقاء، وغيرها من المواقف.

حيث إن المتواتر هنا هو رفع اليد خلال الدعاء، وذلك ما يطلق لدى أهل العلم المتواتر بالتواتر المعنوي، ولكن في كتاب فيض الباري للشيخ محمد أنور الكشميري الخاص بشرح البخاري تم تقسيم الحديث المتواتر لأربعة أقسام منها الآتي:

  • التواتر المعنوي: هو تواتر القدر المشترك.
  • التواتر اللفظي: تم تسميته بتواتر الإسناد.
  • تواتر التوارث والعمل: يعني العمل بالأحاديث الشريفة المتواترة لكل قرن بداية من عهد الرسول الكريم إلى الوقت الراهن.
  • تواتر الطبقة مثل تواتر القرآن الكريم.

اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن محمد الفاتح

شروط الحديث المتواتر

بالإضافة إلى ما تم ذكره عن حديث رواه جمع عن جمع، نستعرض الشروط التي يجب أن توجد بالحديث كي يكون متواترًا، ومنها الآتي:

1- عدد رواية الحديث

يجب أن تروى كافة طبقاته المختلفة من قبل مجموعة كبيرة من الفقهاء والعلماء، فقد اختلف العلماء بالعدد اللازم كي يكون الحديث متواترًا حيث قال منهم أربع، استنادًا إلى الخلفاء والائمة الأربعة وشهادة الزنا.

لكن قال أبو بكر الباقلاني أنهم خمس على أساس عدد الصلوات المفروضة، والعض قال سبع لأنه العدد المنبغي بكافة الشهادات، وذهب البعض إلى عشر استنادًا إلى قول الله تعالى: (تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) [سورة البقرة الآية 196]، كما أن ذلك الرقم هو الأول في جمع الكثرة، ويصف الكمال، وذلك استنادًا إلى الإمام السيوطي.

بالإضافة إلى تلك الأعداد قيل 12 وآخرين 20، وبعض 40؛ لأنه عمر بعث الأنبياء برسالة الله تعالى، وآخرون قالوا 70 والبعض 300 استنادًا إلى أهل بدر.

لكن الأصل في تلك الأعداد هو عدم تواجد شرطًا لها مقارنة بالعلم اليقيني، ففي حال رواية الحديث من قبل مجموعة قليلة ولكنه تتضمن العلم الضروري فأصبح حديث متواتر.

2- استحالة الكذب

من أبرز أركان الحديث المتواتر هو ألا تجمع روايته على الكذب، ويتم التحقق من ذلك عبر أبرز الصفات بالراوي التي يمكن قبولها والتي وٌضعت من العلماء، مثل: أن يكونوا في مهن أو بلاد مختلفة، كي لا يكون اتفاقهم مستند إلى مصلحة واحد، كذلك يجب عليهم الإسلام عند روايتهم للحديث، فذلك من أولى شروط العدالة بقبول الرواية.

لكن جاء عن الأصوليون عدم شرط إسلام الراوي في الحديث المتواتر وذلك حسب قول الإمام النووي.

3- الاستناد على الحس

على الرواه المتناقلين للأحاديث المتواترة تجنب الاعتماد على العقل، حيث يكون فقط على الحس، ويظهر ذلك في قولهم بخبر الحديث: سمعنا، رأينا؛ بسبب فائدة الحس لليقين عبر إحدى أدوات الحس لدى الإنسان، مثل: اللمس، البصر، السمع.

اقرأ أيضًا: حديث عن ليلة القدر

4- فائدة الخبر

من شروط الحديث المتواتر عند ابن حجر هي القطع عند من يسمعه وإفادة الخبر اليقيني، ويرجع ذلك على اطمئنان العقل والقلب لصدقه.

إن الحديث الشريف المروي من جمع عن جمع هو المتواتر الذي يستحيل الكذب في روايته، فهو صادق صحيح مقبول، ويتواجد في النوعين المعنوي واللفظي.

قد يعجبك أيضًا